Document Type : Original Article
Authors
1 باحث دراسات عليا - معهد الدراسات العليا - جامعة مدينة السادات
2 معهد الدراسات العليا - جامعة مدينة السادات
Abstract
المقدمــة
تشکل القیادة محورًا مهمًا ترتکز علیه مختلف النشاطات فی المنظمات العامة والخاصة على حد سواء . وفی ظل تنامی المنظمات وکبر حجمها وتشعب أعمالها وتعقدها أصبحت الحاجة ملحة لإحداث التغییر والتطویر الملائم بالشکل الذی یضمن لها الاستمراریة والتمیز. وهذه مهمة لا تتحقق إلا فی ظل قیادة إداریة واعیة، تمتلک من المهارات القیادیة ما یمّکنها من تحریک الجهود وتوجیه الطاقات لتحقیق افضل مستوى من الإنجاز.غالباً ماتکون النظرة العامة حول القیادة أنها مرتبطة بالتأثیر على الآخرین وأن القائد یتخذ القرارات وأتباعه یستجیبون وینفذون ما یأمره به. لکن کیف یمکننا أن نتصور أن تکون القیادة مرتبطة بالتأثیر وفی نفس الوقت مرتبطة بخدمة الأتباع. مفهوم القیادة الخادمة مایسمى فی اللغة الإنجلیزیة Servant Leadership قد یکون عکس تصور البعض حول القیادة خاصةً فی ثقافتنا العربیة الذی یرتبط فیها مفهوم القیادة بالرئاسة ( ).وقد کتب الکثیر من الباحثین عن الصفات الرئیسیة للقائد الخادم ومن هذه الدراسات التی بحثت فی القیادة الخادمة الدراسة التی قام بها دینس و بوکارنی عام 2005 والتی ذکرت خمسة صفات للقائد الخادم وهی : الثقة فی الأتباع والتواضع لهم ومحبتهم وأن یمکنهم فی أعمالهم وأخیراً أن یکون لدیه رؤیة لهم وللعمل. وهناک دراسة أخرى ذکرت صفات أخرى للقائد الخادم ومنها ما ذکره سبیرز فی عام 2002 بعد دراسته لکتابات جرینلیف وجد أن هناک عشرة صفات للقیادة الخادمة وهی:
1-أن یستمع القائد والتابع بعضهم لبعض 2 - االتعاطف
3- أن یهتم القائد برعایة اتباعه 4- الوعی والإدارک
5– الإقناع 6- التصور الصحیح لطبیعة العمل
7- الرؤیة الثاقبة للمستقبل 8- الإشراف
9- الإلتزام بتطویر اتباعه 10– المسؤولیة الإجتماعیة.
ومن النماذج العملیة التی حاولت تفسر عملیة القیادة الخادمة التی قام بها فان دایرندنک وزملاءه عام 2011 والتی حاولت أن تضع إطاراً عملیاً یشرح الأسباب یجب توفرها لوجود بیئة تدعم القیادة الخادمة وتواجد صفات محددة للقائد الخادم یؤدی إلى نتائج عملیة فی الأتباع والمنظمة والمجتمع الذی یعمل به القائد الخادم والشکل التالی یوضح هذا النموذج العملی: تختلف القیادة الخادمة عن نظریات القیادة الأخرى بأنها تعتمد على مبادئ وسلوکیات یجب توفرها فی القائد الخادم دون النظر إلى صفاته الشخصیة إنها ترکز على التعامل مابین القائد والتابع . وللقیادة الخادمة عدة نقاط قوة أولها: أنها وضعت مبدأ الإیثار الذی یقدمه القائد لأتباعه العنصر الأساسی لعملیة القیادة. ثانیاً: إنها تقرر أن القادة لا یجب أن یهیمنوا ویسیطروا ویتحکموا فی اتباعهم وأن التاُثیر عملیة مشترکة بین الطرفین. ثالثاً: قد اظهرت بعض الدراسات أن القیادة الخادمة لا تناسب أی نوع من الأتباع وأن أسلوب القیادة الخادمة هوالأسلوب الأمثل فی حال أن الأتباع لدیهم قابلیة للإنفتاح والتعاون واستقبال الدعم والتمکین من القائد. فی الطرف الآخر مدخل القیادة الخادمة وجه له عدة انتقادات من قبل العلماء والباحثین فی مجال القیادة منها : أولا: أن مفهوم القیادة الخادمة یصعب تطبیقه ویعتبر مثالی نظراً لأنه یتطلب سلوکیات وصفات نموذجیة من القائد و نوعیة معینة من الأتباع وهذا ما قد یستحیل وجوده فی الواقع العملی. ثانیاً: أن علماء القیادة الخادمة لم یتفقوا على تعریف وصفات وسلوکیات محددة للقیادة الخادمة حیث أنها تعتبر مدخلاً عائماً وغیر محدد لوصف القیادة.ثالثاً: أن مفهوم إعطاء الأولویة لللآخرین فی التعامل قد یعتبر صفة سلبیة للقائد حیث أنه هناک مواقف یجب على القائد أن یضع مصلحة العمل ومنظمته أولاً.
وتقوم القیادة على اساس دعم و توضیح معاییر السلوک و تعتبر هذه الوظیفة ذات أهمیة خاصة بالنسبة للموظفین الجدد کما أنها مهمة بالنسبة العاملین القدامى، فالثقافة تقود أقوال و أفعال العاملین منما یحدد بوضوح ما ینبغی قوله أو عمله فی کل حالة من حالات و بذلک یتحقق استقرار السلوک المتوقع من الفرد فی الأوقات المختلفة.
المشکلة البحثیة:
تعیش منظمات الأعمال المعاصرة مرحلة جدیدة، ینصب فیها اهتمام القیادات الإداریة على صحة العاملین ورفاهیتهم ورضاهم، وتتسم القیادة بالصدق والصراحة والاعتداد بالقیم. وتتحول المنظمات إلى خدمة المجتمع. ویتحول دورها من الاستغلال إلى الخدمة، وتذوب الحدود التی تفصل العاملین فیها بعضهم عن بعض، والحواجز التی تفصل بینهم وبین العملاء. – أو هکذا یجب أن تکون -. ومن أبرز سمات هذه المرحلة أیضا الاهتمام بالبیئة وإعادة استخدام الموارد الطبیعیة، وحمایتها من النفاذ، واتجاه العالم إلى استخدام تکنولوجیا أقل إثارة للأعصاب، وتصاحب هذا کله قیم جدیدة فی القیادة والإدارة، وتأخذ الأعمال فی القرن القادم صوراً یصعب تصورها، وإن کانت ترفع شعارات تغلب مصلحة الإنسان والمجتمع على المصالح الاقتصادیة المجردة والمتسمة بالأنانیة. وفی غمرة التغییرات الهائلة التی یشهدها العالم، زالت کل الحواجز التی تفصل بین الدول ووجدت المنظمات نفسها فی عالم واسع الکل فیه مرتبط بالکل، وأی تغییر یحدث ولو کان یبعد مسافة قارة سیؤثر بالمنظمة بشکل أو بآخر، وهکذا أصبحت المنظمة مواطناً من مواطنی المجتمع. وکأی مواطن من المواطنین فإن للمنظمة حقوق کما علیها واجبات. ولعل من أهم واجباتها والتی تبرز یوما بعد یوم "خدمة المجتمع والمساهمة فی التنمیة المستدامة له".ویسعى هذا البحث إلى الإجابة عن تساؤل رئیسی مفاده " ما مدى تطبیق العلاقة بین السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت؟
ویتفرع من هذا التساؤل الرئیسی مجموعة التساؤلات الفرعیة التالیة :
1- ما العلاقة بین السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت؟
2- ما معوقات تطبیق السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت؟
3- هل تختلف آراء المشارکین فی البحث بشأن مدى تطبیق ومعوقات السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار باختلاف الجنس؟
4- هل تختلف آراء المشارکین فی البحث بشأن مدى تطبیق ومعوقات السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویتت باختلاف عدد سنوات الخبرة؟
5- هل تختلف آراء المشارکین فی البحث بشأن مدى تطبیق ومعوقات ومعوقات السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار باختلاف القطاع الصناعی؟
أهداف البحث
یهدف هذا البحث إلى تحقیق الأهداف التالیة:
1- تحدید مدى تطبیق السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة "الکویت.
2- تحدید معوقات تطبیق ب السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة "الکویت".
3- تحدید مدى اختلاف آراء المشارکین فی البحث بشأن مدى تطبیق ومعوقات البیئی تطبیق السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار باختلاف متغیرات (الجنس, وعدد سنوات الخبرة, ونوع القطاع الصناعی).
أهمیة البحث
فی ظل الألفیة الثالثة ومتغیراتها المتلاحقة، تغیرت النظرة التی کان ینظر بها للمنظمات والتی کانت ترتکز على الجانب الاقتصادی فقط، لتصبح المنظمة مواطناً من مواطنی المجتمع، تقیم من أفراد المجتمع حسب سلوکها وما تقدمه للمجتمع على کافة الأصعدة فإن کان ما تقدمه إیجابیاً کانت بمثابة المواطن الصالح الذی یستحق الجزاء ویترجم هذا الجزاء على شکل صورة إیجابیة ترسمها المنظمة لنفسها فی نظر المتعاملین معها، وتسهیلات یقدمها لها المجتمع لیصب ذلک کله فی صالح الإیرادات. ولذا یکتسب هذا البحث أهمیة ویمکن توضیحها فی النقاط التالیة:
1- یفید هذا البحث المدیرین والمسئولین فی الشرکات الصناعیة فی دولة الکویت فی تحدید متطلبات تطبیق وتفعیل السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة بدولة "الکویت. والتغلب على معوقاتها.
2- یساهم هذا البحث فی الجهود المبذولة لحمایة البیئة الطبیعیة والاجتماعیة بدولة الکویت.
1- یفتح هذا البحث آفاق جدیدة للبحث فی تطبیق السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة بدولة "الکویت. على إثراء الأدبیات النظریة التی تتناول هذا الموضوع.
حدود البحث
یلتزم البحث بالحدود التالیة الذکر:
أ- الحدود البشریة والمکانیة: عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة "الکویت. ".
ب- الحدود الزمانیة: یتم تطبیق البحث خلال العام الأکادیمی 2016-2017م.
ج- الحدود الموضوعیة: یقتصر البحث على " عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة "الکویت.
منهج البحث ومتغیراته
لتحقیق أهداف البحث, یتم استخدام منهج البحث الوصفی من خلال المسح بالاستبیان. ویتضمن هذا البحث على المتغیرات التالیة:
أ- المتغیرات المستقلة: وهی المتغیرات الشخصیة للبحث وهی: الجنس, وعدد سنوات الخبرة, ونوع القطاع الصناعی.
ب- المتغیر التابع: وجهة نظر المشارکین فی البحث بشأن مدى تطبیق ف تطبیق السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة "الکویت. ی بعض الشرکات الصناعیة بدولة "الکویت" وما یکتنف هذا التطبیق من معوقات.
عینة البحث
یتم تطبیق البحث على عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت.
أدوات البحث
یتم جمع البیانات فی هذا البحث, عن طریق الاستبیان الذی یقیس مدى تطبیق السلوک البیئی ونمط القیادة الخادمة بدولة "الکویت" وما یکتنف هذا التطبیق من معوقات وذلک من وجهة نظر المشارکین فی البحث.
إجراءات البحث
یتم تطبیق هذا البحث من خلال الإجراءات التالیة:
1- إعداد خطة البحث, وتحدید مشکلة البحث وتساؤلاته وإجراءات الإجابة عنها.
2- مراجعة أدبیات البحث النظریة والدراسات المیدانیة السابقة.
3- إعداد أداة البحث والتأکد من صدقها وثباتها على عینة استطلاعیة.
4- اختیار عینة البحث وأخذ موافقتهم على المشارکة فی البحث.
5- تطبیق أداة البحث على العینة, ورصد الدرجات الخام.
6- تطبیق أسالیب التحلیل الإحصائی الوصفیة (المتوسطات والانحرافات المعیاریة), والاستدلالیة (تحلیل التباین أحادی الاتجاه).
7- تحدید نتائج البحث, ومناقشتها, وتفسیرها فی ضوء الدراسات السابقة, وتقدیم التوصیات والبحوث المقترحة