العجمي, . (2019). فاعلية برنامج مقترح في تنمية کفايات التعليم المتنوع لدى معلمات رياض الأطفال بدولة الکويت: بحث شبه تجريبي. Journal of Environmental Studies and Researches, 9((4)), 548-553. doi: 10.21608/jesr.2019.68878
منيرة فهید حسن عابد العجمي. "فاعلية برنامج مقترح في تنمية کفايات التعليم المتنوع لدى معلمات رياض الأطفال بدولة الکويت: بحث شبه تجريبي". Journal of Environmental Studies and Researches, 9, (4), 2019, 548-553. doi: 10.21608/jesr.2019.68878
العجمي, . (2019). 'فاعلية برنامج مقترح في تنمية کفايات التعليم المتنوع لدى معلمات رياض الأطفال بدولة الکويت: بحث شبه تجريبي', Journal of Environmental Studies and Researches, 9((4)), pp. 548-553. doi: 10.21608/jesr.2019.68878
العجمي, . فاعلية برنامج مقترح في تنمية کفايات التعليم المتنوع لدى معلمات رياض الأطفال بدولة الکويت: بحث شبه تجريبي. Journal of Environmental Studies and Researches, 2019; 9((4)): 548-553. doi: 10.21608/jesr.2019.68878
فاعلية برنامج مقترح في تنمية کفايات التعليم المتنوع لدى معلمات رياض الأطفال بدولة الکويت: بحث شبه تجريبي
معهد البحوث والدراسات البيئية - جامعة مدينة السادات
Abstract
بالرغم من تعدد الاتجاهات الحديثة المعاصرة في التدريس بمرحلة رياض الأطفال إلا أن الواقع في دولة الکويت يشير إلى استمرار الممارسات التقليدية في التدريس. فمن خلال خبرة الباحثة وإطلاعها عن کثب على واقع التعليم بمرحلة رياض الأطفال في دولة الکويت، ولاحظت الباحثة أن الاعتماد لا يزال مکثفاً على الطرق التي تعتمد على التدريس للفصل بأکمله کمجموعة واحدة، الذي يتضمن تدريس المفاهيم الرئيسية ويصاحبه تطبيق بعض الأنشطة البسيطة مثل: الرسم والتلوين، مع إتاحة قدر محدود من الفرص لأنشطة اللعب. ولا تساعد هذه الممارسات المتبعة على تنويع التعليم وفقاً للخصائص الفردية لکل طفل بما لا يتيح فرصة لتعديل وموائمة ما يتم إتباعه من ممارسات تدريسية بما يتناسب مع خصوصيات کل طفل. ولتأکيد الملاحظات الشخصية للباحثة، تم تطبيق دراسة استطلاعية على عينة قوامها (13) من معلمات رياض الأطفال في دولة الکويت باستخدام المقابلات الشخصية شبه المقننة مع المعلمات بغية الکشف عن وجهات نظرهن بشأن الممارسات التدريسية المتبعة، وما إذا کان يتم تنويع التعليم في رياض الأطفال أم لا. وقد بينت نتائج هذه الدراسة الاستطلاعية أن ممارسات التدريس التقليدية هي الأکثر شيوعاً، وأن المعلمات لم يسبق لهن تلقي تدريباً نظرياً أو تطبيقياً على مهارات التعليم المتنوع- سواءاً بمرحلة ما قبل الخدمة أو أثناء الخدمة وإن کانت لديهن بعض الأفکار المبدئية عن التعليم المتنوع والتي اکتسبنها من خلال قرائتهن الشخصية عن الموضوع. کما بينت نتائج الدراسة أن المعلمات لا يطبقن أي من ممارسات التعليم المتنوع- سواءاً تنويع العملية، أو تنويع المحتوى، أو تنويع المنتج. وعطفاً ما تقدم أصيغ مشکلة هذا البحث في العبارة التالية: ضعف مهارات التعليم المتنوع لدى معلمات رياض الأطفال في دولة الکويت وحاجتهن إلى برنامج مقترح لتنمية تلک المهارات لدى المعلمات.
Full Text
المقدمة
لعل من أکبر التحدیات التی تواجه المعلمین هو التنوع الکبیر بین مستویات المتعلمین، وإن أکبر تحدٍ یواجهه المعلم أیضاً هو محاولة الاستجابة للطیف الواسع والمتزاید من الاحتیاجات والخلفیات وأنماط التعلم المتنوعة للطلاب، وإدراکاً واستجابة لتلک التحدیات والمتطلبات فقد ظهر التعلیم المتمایز والذی نال قدراً کبیراً من الرعایة والاهتمام من قبل الأنظمة التعلیمیة فی الدول المتقدمة حین أعلنت وثیقة حقوق الطفل عام 1989، ومن ثم عام 1990 فی المؤتمر العلمی للتربیة الذی عقد فی جومتیان ومؤتمر داکار 2000 الذی أوصی بالتعلیم للتنوع والتنوع للجمیع، کما أوصت کثیر من المؤتمرات بتفعیل التعلیم المتنوع من فی المدارس (مها نصر ومحمد زقوت، 2014، ص2).
وعلى الرغم من حداثة تبنی المفهوم الاصطلاحی للتعلیم المتنوع فی حقل التدریس إلا أن التعلیم المتنوع لا یعتبر ظاهرة جدیدة فی مجال التربیة کان موجوداً منذ عقدین من الزمن ولکنه کان مخصصاً للطلاب الموهوبین والفائقین عقلیاً. وبدأ المعلمون فی استخدام هذا المفهوم فی التربیة الخاصة هؤلاء الطلاب الذین یعملون أقل من المستوى. وبعد ذلک تم استخدامه مع جمیع الطلاب. فاللفظ ربما یکون جدید ولکن المفهوم لیس کذلک فمنذ المدرسة ذات الفصل الواحد عمل المعلمون على استیعاب مجموعة واسعة من القدرات والاحتیاجات المختلفة للطلاب فی نفس الوقت (کریمة محمد، 2017، ص10).
والتعلیم المتنوع هو إطار أو فلسفة للتدریس الفعال ینطوی على تزوید الطلبة بطرائق مختلفة ومتنوعة لمساعدتهم على اکتساب محتوى مادة التاریخ، وبناء المعانی، وصنع الأفکار، وکذلک تطویر مواد تعلیمیة وطرق مناسبة للتقییم حتى یتسنى لجمیع الطلاب داخل الصف الدراسی أن یتعلموا بشکل فعال، بغض النظر عن الاختلافات بینهم، حیث من الطبیعی أن یختف الطلاب فی الذکاء وأنماط التعلم والثقافة والوضع الاجتماعی، واللغة، والدافع، والقدرات والمواهب، والمصالح الشخصیة...، والتنوع یعنی التأکد أن کل طالب یأخذ المهام المناسبة له ویعمل على رفع المستوى التعلیمی لجمیع الطلاب، ولیس فقط الطلاب الذین یواجهون مشکلات فی التحصیل، کما أنه یراعى أنماط تعلم الطلاب المختلفة: (سمعی وبصری، لغوی وحرکی، منطقی أو ریاضی، أو اجتماعی وحسی) (صفاء محمد، 2014، ص135).
وتعد إستراتیجیة التعلیم المتنوع من الإستراتیجیات الهامة فی العملیة التربویة حیث أنه یساعد على تطویر عملیات التدریس وصولاً إلى تغییر وتطویر عملیة التعلم، ویراعى میول وقدرات التلامیذ واحتیاجاتهم التدریسیة، کما أنه یعمل على مراعاة الطریقة البنائیة التی تقوم علیها المناهج الحدیثة، ویساعد على إثارة التلامیذ وزیادة مشارکتهم للمعلم (مسفر المالکی، 2014، ص633).
کما أن إستراتیجیة التعلیم المتنوع أصبحت حاجة ملحة لتحقیق أهداف المناهج الدراسیة، وتحقیق مبدأ تکافؤ الفرص التعلیمیة بین الطلاب فی عملیة التعلیم، وتزید من دافعیتهم نحو التعلیم، وذلک لأنها تقوم على تلبیة الاحتیاجات المختلفة بین الطلاب فی المهارات والاهتمامات والقدرات والذکاءات والاتجاهات والمیول والخبرات السابقة والاختلافات فی الاستجابة لمتطلبات الدراسة، کما تزید من فعالیة وجودة عملیة التعلیم (أمجد الراعی، 2014، ص21).
وتوجد ثلاث أبعاد رئیسیة للتعلیم المتنوع وهی:
1- تنویع المحتوى Content: حیث تستخدم عدة عناصر ومواد لدعم المحتوى التعلیمی، وتشمل: المفاهیم والتعمیمات والمبادئ والمواقف والمهارات، والاختلاف فی الفصول المتمایزة یکون فی الطریقة التی یکتسب بها الطلاب التعلیم المهم (صفاء محمد، 2014، ص 137). ویتم تنویع المحتوى من خلال تنویع أسالیب العرض بهدف تیسیر عملیة التعلم بمراعاة مستوى التلامیذ وقدراتهم وتفضیلاتهم للطرق التی یتعلمون بها (خالد الرشیدی، 2015، ص12).
2- تنویع العملیات Process: ویُقصد بها الطریقة التی یتم تعلیم المحتوى بها، ویکون التمایز فی العملیات بتنویع طرق التدریس والوسائل التعلیمیة والأنشطة. وذلک باستخدام الأنسطة المتدرجة داخل مراکز التعلم(کریمة محمد، 2017، ص13) ویتم استخدام استراتیجیات للمجموعات المرنة، حیث یتفاعل المتعلمون ویعملون معًا عند تطویر معارفهم للمحتوى الجدید، ویقوم المعلمون بإجراء مناقشات تمهیدیة للأفکار الکبیرة فی مجموعات صغیرة أو العمل فی أزواج، والطلاب یتدربون لاستکمال المهام المسندة إلیهم، ویتم تجمیع الطلاب على أساس المحتوى والمشروع والتقییمات المستمرة، والتجمیع وإعادة التجمیع یجب أن یکون عملیة دینامیکیة. (صفاء محمد، 2014، ص 137).
3- تنویع المنتج Product: ویتعلق بما یتوقع المعلم من التلامیذ أن یعرفوه ویقوموا به، والمؤشرات التی یثبت من خلالها التلامیذ تعلمهم وفقاً لذکاءاتهم وأنماط تعلمهم، وما یتطلبه ذلک من توظیف أسالیب متعددة لمعرفة ما أنجزه کل تلمیذ یتم تحدیدها فی ضوء الأهداف، المهام، والتباین بین التلامیذ فی تفضیلاتهم لطرق التقییم (خالد الرشیدی، 2015، ص12). ویتم تنویع المنتج عن طریق ترک الحریة للتلامیذ للاختیار من مهام متعددة وفقاً لقدراتهم واستعدادتهم. مثل کتابة التقاریر أو اجتیاز اختبارات أو عرض بیانات (کریمة محمد، 2017، ص13).
مما سبق نجد أن للتعلیم المتنوع أهمیة کبیرة فی جمیع المراحل ومنها ریاض الأطفال. ویجب أن تکون المعلمات قادرات على تطبیق التعلیم المتنوع بنجاح من أجل تعلیم أفضل للأطفال ومستقبل تعلیمی أفضل لهم وهذا هو موضوع هذا البحث.
مشکلة البحث:
بالرغم من تعدد الاتجاهات الحدیثة المعاصرة فی التدریس بمرحلة ریاض الأطفال إلا أن الواقع فی دولة الکویت یشیر إلى استمرار الممارسات التقلیدیة فی التدریس. فمن خلال خبرة الباحثة وإطلاعها عن کثب على واقع التعلیم بمرحلة ریاض الأطفال فی دولة الکویت، ولاحظت الباحثة أن الاعتماد لا یزال مکثفاً على الطرق التی تعتمد على التدریس للفصل بأکمله کمجموعة واحدة، الذی یتضمن تدریس المفاهیم الرئیسیة ویصاحبه تطبیق بعض الأنشطة البسیطة مثل: الرسم والتلوین، مع إتاحة قدر محدود من الفرص لأنشطة اللعب. ولا تساعد هذه الممارسات المتبعة على تنویع التعلیم وفقاً للخصائص الفردیة لکل طفل بما لا یتیح فرصة لتعدیل وموائمة ما یتم إتباعه من ممارسات تدریسیة بما یتناسب مع خصوصیات کل طفل.
ولتأکید الملاحظات الشخصیة للباحثة، تم تطبیق دراسة استطلاعیة على عینة قوامها (13) من معلمات ریاض الأطفال فی دولة الکویت باستخدام المقابلات الشخصیة شبه المقننة مع المعلمات بغیة الکشف عن وجهات نظرهن بشأن الممارسات التدریسیة المتبعة، وما إذا کان یتم تنویع التعلیم فی ریاض الأطفال أم لا. وقد بینت نتائج هذه الدراسة الاستطلاعیة أن ممارسات التدریس التقلیدیة هی الأکثر شیوعاً، وأن المعلمات لم یسبق لهن تلقی تدریباً نظریاً أو تطبیقیاً على مهارات التعلیم المتنوع- سواءاً بمرحلة ما قبل الخدمة أو أثناء الخدمة وإن کانت لدیهن بعض الأفکار المبدئیة عن التعلیم المتنوع والتی اکتسبنها من خلال قرائتهن الشخصیة عن الموضوع. کما بینت نتائج الدراسة أن المعلمات لا یطبقن أی من ممارسات التعلیم المتنوع- سواءاً تنویع العملیة، أو تنویع المحتوى، أو تنویع المنتج. وعطفاً ما تقدم أصیغ مشکلة هذا البحث فی العبارة التالیة: ضعف مهارات التعلیم المتنوع لدى معلمات ریاض الأطفال فی دولة الکویت وحاجتهن إلى برنامج مقترح لتنمیة تلک المهارات لدى المعلمات.
تساؤلات البحث:
1- ما أهم کفایات التعلیم المتنوع التی یجب أن تتوافر لدى معلمات ریاض الأطفال بدولة الکویت؟
2- ما صورة البرنامج المقترح لتنمیة کفایات التعلیم المتنوع لدى معلمات ریاض الأطفال بدولة الکویت؟
3- ما فاعلیة البرنامج المقترح فی تنمیة کفایات التعلیم المتنوع لدى معلمات ریاض الأطفال بدولة الکویت فی بعد " تنویع المحتوى"؟
4- ما فاعلیة البرنامج المقترح فی تنمیة کفایات التعلیم المتنوع لدى معلمات ریاض الأطفال بدولة الکویت فی بعد " تنویع المنتج "؟
5- ما فاعلیة البرنامج المقترح فی تنمیة کفایات التعلیم المتنوع لدى معلمات ریاض الأطفال بدولة الکویت فی بعد " تنویع العملیة؟"
أهداف البحث:
یرکز هذا البحث على تحقیق عدة أهداف وهی: تحدید مهارات التعلیم المتنوع التی ینبغی على معلمات ریاض الأطفال فی دولة الکویت إتقانها، وتحدید البرنامج المقترح الذی یمکن أن یعمل على تنمیة تلک المهارات، والکشف عن فاعلیة هذا البرنامج فی تنمیة مهارات التعلیم المتنوع إجمالاً وکأبعاد فرعیة وهی: تنویع المحتوى، وتنویع المنتج، وتنویع العملیة.
أهمیة البحث:
یمکن توضیح أهمیة هذا البحث للمجتمع العلمی والمجتمع المهنی وذلک على النحو التالی:
أ- أهمیة البحث للمجتمع العلمی: بنظرة إلى البحوث والدراسات التی تناولت التعلیم المتنوع نجد أن أغلب هذه الدراسات قد طبقت فی مراحل بخلاف ریاض الأطفال، کما أن أغلب الدراسات قد رکزت على التعلیم المتنوع من حیث تأثیره على عملیة التعلم والقلیل من الدراسات انصب اهتمامها على مهارات التعلیم المتنوع لدى المعلمات وبخاصة فی مرحلة ریاض الأطفال. کما أن القلیل من الدراسات قد أجریت فی البیئة الکویتیة. وعطفاً على ذلک فإن البحث الحالی یعد إضافة قویة للبحث العلمی فی مجال التعلیم المتنوع ویعمل على تحقیق فائدة کبیرة للمجتمع البحثی بالعمل على جسر فجوة واضحة فی الأدبیات السابقة.
ب- أهمیة البحث للمجتمع المهنی: یعد هذا البحث مفیداً للمجتمع المهنی الخاص بتعلیم ریاض الأطفال فی دولة الکویت؛ إذ أنه یقدم برنامجاً یمکن أن یفید معلمات ریاض الأطفال یمکن أن یستفدن منه فی تنمیة مهاراتهن التدریسیة بشکل عام ومهاراتهن فی التعلیم المتنوع بشکل خاص. کما یمکن للجهات المختصة تطبیق البرنامج المقدم بشکل رسمی لتنمیة مهارات التدریس لدى المعلمات. کما یشیر هذا البحث إلى أهم مهارات التعلیم المتنوع التی یجب أن تتوافر لدى المعلمات وهو ما قد یفید القائمین على عملیات الإشراف والتوجیه التعلیمی فی مرحلة ریاض الأطفال بحیث یحدد المهارات التی یجب أن تتوافر لدى المعلمات. وأخیراً یمکن الاستفادة من هذا البرنامج بالنسبة للقائمین على برامج تدریب معلمات ریاض الأطفال أثناء الخدمة وکذلک القائمین على إعداد المعلمات فی کلیة التربیة فی دولة الکویت. وذلک من خلال تطبیق البرنامج على الطالبات والمتدربات.
حدود البحث: یقتصر البحث على الحدود التالیة:
أ- الحدود المکانیة والبشریة: عینة من معلمات ریاض الأطفال فی دولة الکویت.
ب- الحدود الزمنیة: تطبیق البحث خلال العام 2016-2017م.
جـ- حدود الموضوع:
- مهارات التعلیم المتنوع التی یجب أن تتوافر لدى معلمات ریاض الأطفال.
- الاقتصار على مهارات تنویع المحتوى، وتنویع العملیة، وتنویع المنتج.
مصطلحات البحث:
أ- برنامج مقترح Programe: یُعرف البرنامج فی هذا البحث على أنه مجموعة من الخبرات المخططة بشکل هادف والتی تتضمن تحدید الأهداف، والمحتوى التعلیمی، وطرق وأنشطة التدریب، وأسالیب التقویم وذلک بهدف تنمیة مهارات التعلیم المتنوع لدى ریاض الأطفال فی دولة الکویت.
ب- التعلیم المتنوع:
ینطوی مصطلح التعلیم المتنوع على معانی متنوعة، البعض یرى أن التنوع یعنی تخطیط دروس منفصلة لکل تلمیذ، فی حین یرى الکثیر من الخبراء أن التعلیم التمایز أوسع بکثیر من هذا التصور الضیق، فهو بمثابة مدخل شامل للتدریس ینطلق من افتراض ضرورة تنویع وتکییف استراتیجیات وطرائق التدریس بما یتواءم وتباین التلامیذ فی حجرات الدراسة (خالد الرشیدی، 2015، ص11).
ویعد التعلیم المتنوع إستراتیجیة للتعلیم والتعلم تتلائم مع خصائص المتعلم وطبیعة المهارة الحرکیة والإمکانات المتاحة وذلک من خلال التنوع فی أسالیب التعلیم والتعلم لتحقیق هدف أو مجموعة من الأهداف التعلیمیة المحددة (أبو النجا عز الدین، 2015، ص204).
ویعرف مسفر المالکی (2014) التعلیم المتنوع على أنه إستراتیجیة حدیثة ترکز على التلمیذ باعتبار أن هناک فروق بین التلامیذ فی الفصل الواحد، ویحرص هذا التعلیم على تلبیة میول وحاجات التلامیذ والتنوع بین الهدف والمحتوى والتقویم (ص630).
ویُنظر إلى التعلم المتنوع على أنه "مجموعة من الطرق والوسائل والأنشطة المتنوعة التی یستخدمها المعلم فی عملیة التعلیم، لتلبیة الاحتیاجات المختلفة عند جمیع الطلاب من خلال التعامل مع کل مستوى بأسلوب مناسب له لتحقیق تکافؤ الفرص التعلیمیة عند جمیع الطلاب، ورفع من کفاءة وجودة العملیة التعلیمیة (أمجد الراعی، 2014، ص19)
ویعرف مها نصر ومحمد زقوت (2014) التعلیم المتنوع بأنه إستراتیجیة تعلیمیة حدیثة تهدف إلی خلق بیئة تعلیمیة مناسبة لجمیع الطلاب، تلبی قدراتهم واحتیاجاتهم واهتماماتهم بطرق مختلفة. ویمکن أن یأخذ التعلیم المتنوع أشکال وأسالیب تعلیمیة مختلفة مثل التدریس وفق نظریة الذکاءات المتعددة والتدریس وفق أنماط المتعلمین والتعلم التعاونی. ویمکن للمعلم الذی یعمل وفق مبادئ التعلیم المتنوع أن یمایز بین الأهداف والمحتوى والناتج (ص74).
مهارات التعلیم المتنوع:
تُعرف مهارات التعلیم المتنوع فی هذا البحث على أنها مجموعة من السلوکیات الأدائیة التی تبرزها معلمات ریاض الأطفال والتی یمکن قیاسها وتقدیرها کمیاً والتی تعکس دقة وسهولة تطبیق المعلمات للتعلیم المتنوع من حیث تنویع المحتوى، وتنویع المنتج، وتنویع العملیة. وتقاس مهارات التعلیم المتنوع إجرائیاً فی هذا البحث بالدرجة التی تحصل علیها معلمة ریاض الأطفال المشارکة فی البحث على بطاقة الملاحظة المعدة خصیصاً لهذا الغرض.
منهج البحث:
یعتمد البحث على المنهج شبه التجریبی والذی یتضمن تطبیق المعالجة التجریبیة المقترحة (البرنامج المقترح لتنمیة مهارات التعلیم المتنوع) على مجموعة تجریبیة فی حین لا تحصل مجموعة ضابطة على هذا البرنامج ویتم إجراء قیاس قبلی وبعدی لکلتا المجموعتین فی المتغیر التابع وهو: مهارات التعلیم المتنوع.
متغیرات البحث:
یتضمن هذا البحث متغیر مستقل وهو: المعالجة التربویة وهو متغیر له مستویین وهما: البرنامج المقترح فی مقابل عدم تقدیم البرنامج المقترح. أما المتغیر الثانی فهو: مهارات التعلیم المتنوع فی أبعادها الثلاث لدى المعلمات.
مجتمع وعینة البحث:
یتم تطبیق هذا البحث على عینة یتم اختیارها بطریقة عشوائیة من معلمات ریاض الأطفال فی دولة الکویت خلال العام 2016-2017م بحیث تمثل الخصائص الرئیسیة للمجتمع.
أداة البحث: .
لجمع البیانات فی هذا البحث یتم توظیف بطاقة ملاحظة من إعداد الباحثة تقیس مهارات التعلیم المتنوع لدى المعلمات المشارکات قبل وبعد تطبیق المعالجة التجریبیة وتتضمن مجموعة من الأداءات أو سلوکیات التدریس القابلة للملاحظة فی ثلاث مجالات رئیسیة تندرج تحت مهارات التعلیم المتنوع وهی: تنویع المنتج، وتنویع العملیة، وتنویع المحتوى.
ویتم التحقق من صدق هذه البطاقة باستخدام طریقة صدق المحکمین، وکذلک صدق الاتساق الداخلی على عینة استطلاعیة من معلمات ریاض الأطفال من غیر المشارکات فی البحث. کما یتم التحقق من ثبات بطاقة الملاحظة باستخدام طریقة الثبات بین المقدرین.
إجراءات البحث:
یتم تطبیق البحث وفقاً للإجراءات التالیة:
1- تحدید مشکلة البحث وتساؤلاته وأهدافه وإعداد خطة للإجابة عن التساؤلات.
2- مراجعة الأدبیات والدراسات السابقة واستخلاص أهم ما یفید منها للبحث الحالی.
3- أخذ الموافقات الرسمیة على تطبیق البحث.
4- إعداد البرنامج المقترح فی مهارات التعلیم المتنوع وتحکیمه علمیاً.
5- إعداد بطاقة الملاحظة والتأکد من صدقها وثباتها على عینة استطلاعیة وباستخدام آراء المحکمین.
6- تطبیق الاختبار القبلی على مجموعتی البحث.
7- تطبیق البرنامج التدریبی المقترح على معلمات المجموعة التجریبیة فقط.
10- معالجة البیانات إحصائیاً باستخدام الأسالیب الإحصائیة المناسبة واستخلاص النتائج.
11- مناقشة وتفسیر نتائج البحث فی ضوء الدراسات السابقة وتفسیرها.
12- تقدیم التوصیات والبحوث المقترحة.
الأسالیب الإحصائیة:
یتم توظیف الأسالیب الإحصائیة التالیة:
- حساب المتوسطات والانحرافات المعیاریة.
- اختبار "ت" لدلالة الفروق بین متوسطی عینتین مستقلتین. ویتم إجراء التحلیلات الإحصائیة باستخدام برنامج (SPSS).
References
أبو النجا عز الدین (2015). تأثیر التعلیم المتمایز فی ضوء النمط البصری على تعلم بعض المهارات الأساسیة فی کرة الید للمبتدئین. المجلة العلمیة لعلوم التربیة البدنیة والریاضة، 25، 201-223.
أمجد الراعی (2014). فعالیة استراتیجیة التعلیم المتمایز فی تدریس الریاضیات على اکتساب المفاهیم الریاضیة والمیل نحو الریاضیات لدى طلاب الصف السابع الأساسی. رسالة ماجستیر غیر منشورة. الجامعة الإسلامیة (غزة)، غزة.
خالد الرشیدی (2015). فاعلیة التعلیم المتمایز فی تحسین مستوى الدافعیة نحو تعلم العلوم لدى التلامیذ الصم بالمرحلة الإبتدائیة. التربیة (جامعة الأزهر)، 163، 1-52.
صفاء محمد (2014). أثر استخدام استراتیجیات التعلیم المتمایز فی تدریس التاریخ على تنمیة مهارات الاقتصاد المعرفی لدى طلاب الصف الثانی الثانوی. دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، 49، 117-169.
فاتن المشایخ (2015). أثر استخدام التعلیم المتمایز فی تحسین الفهم القرائی والتعبیر الشفوی لطلبة صعوبات التعلم. رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة عمان العربیة، عمان.
کریمة محمد (2017). وحدة مقترحة فی العلوم قائمة على التعلیم المتمایز لإکساب المفاهیم العلمیة والحس العلمی لتلامیذ الصف الثانی الابتدائی. مجلة التربیة العلمیة، 20 (1)، 1-49.
مسفر المالکی (2014). تقویم الأداء التدریسی لمعلمی التربیة الإسلامیة فی المرحلة الابتدائیة فی ضوء إستراتیجیة التعلیم المتمایز. التربیة (جامعة الأزهر)، 159، 621-655.
مها نصر ومحمد زقوت (2014). فاعلیة استخدام استراتیجیة التعلیم المتمایز فی تنمیة مهاراتی القراءة والکتابة لدى تلامیذ الصف الثانی الابتدائی فی مقرر اللغة العربیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة. الجامعة الإسلامیة (غزة)، غزة.