الدمنهوري, ., جابر, ., البيطار, . (2017). (مکانة المرأة وملامح التغير الاجتماعي والثقافي(دراسة ميدانية بإحدى قرى محافظة المنوفية. Journal of Environmental Studies and Researches, 7((1)), 125-136. doi: 10.21608/jesr.2017.68109
سهير حسین إبراهیم الدمنهوري; محمود زکی جابر; سلوى محمد فهمی البيطار. "(مکانة المرأة وملامح التغير الاجتماعي والثقافي(دراسة ميدانية بإحدى قرى محافظة المنوفية". Journal of Environmental Studies and Researches, 7, (1), 2017, 125-136. doi: 10.21608/jesr.2017.68109
الدمنهوري, ., جابر, ., البيطار, . (2017). '(مکانة المرأة وملامح التغير الاجتماعي والثقافي(دراسة ميدانية بإحدى قرى محافظة المنوفية', Journal of Environmental Studies and Researches, 7((1)), pp. 125-136. doi: 10.21608/jesr.2017.68109
الدمنهوري, ., جابر, ., البيطار, . (مکانة المرأة وملامح التغير الاجتماعي والثقافي(دراسة ميدانية بإحدى قرى محافظة المنوفية. Journal of Environmental Studies and Researches, 2017; 7((1)): 125-136. doi: 10.21608/jesr.2017.68109
(مکانة المرأة وملامح التغير الاجتماعي والثقافي(دراسة ميدانية بإحدى قرى محافظة المنوفية
1أستاذ الأنثروبولوجيا المساعد - کلية الآداب – جامعة حلوان
2أستاذ علم الاجتماع المساعد - کلية الآداب – جامعة حلوان
3باحثة دکتوراه - کلية الآداب – جامعة حلوان
Abstract
This study concentrated on the woman status specially in the Egyptian rural society and the feastores of the cultural. Social change, her consciousness of for duties and rights.
The questionnaires:
a- What about the folk believes toward the different social behaviors?
b- What about the ratio of woman consciousness in the rural society?
c- What's the society situation toward the working women?
d- What's the relation between the woman and the political participation?
e- What's the woman role in making decision process in side the family?
Methodology:
This study depended on the following:
a- Case study.
b- Deep meeting.
The study sample:
30 Individuals
15 Educated woman
15 Uneducated woman
Important results:
1- Low status of woman in the society.
2- Preventing the woman from her rights according the cultural inheritage.
3- Shortage of law protection according the cultural inheritage.
1- The lack of economic level the ore work changes to the woman
Full Text
مقدمة:
للمرأة دور متمیز ومکانة سامیة وحاسمة فی تطور المجتمعات الإنسانیة وإن رقی الأمم یأتی من خلال المکانة التی تولیها للمرأة، لقد أصبح الاهتمام بموضوع المرأة قضیة أساسیة وحاسمة فی المعالجات الاجتماعیة الإنسانیة. وباتت المرأة الشغل الشاغل للمنظمات وقادة الدول والمجتمعات والمؤسسات المدنیة وللمختصین والمربین والمصلحین على اختلاف مدارسهم ومناهلهم المادیة والروحیة، حیث أصبح الشعور السائد بین طبقات المجتمع کافة بأن المرأة ما زالت أسیرة الأفکار التی تصادر دورها وتسلط الرؤیة الذکوریة والأنظمة القمعیة التی زادت الأمور تعقیداً نتیجة الاقتتال المفتعل على المصالح الخاصة، من هنا جاءت أهمیة الدراسة لإبراز مکانة المرأة وملامح التغیر الاجتماعی والثقافی.
أولاً: إشکالیة الدراسة:
إن مجتمع الریف المصری یمر بمرحلة من التغیرات والتحولات فی کافة المجالات الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة، وهذه التغیرات قد انعکست على العدید من أوجه الحیاة. وبالرغم من بعض المکاسب التی حققتها المرأة من حیث التعلیم وفرص العمل إلا أننا نجد تیارات متعارضة، یرى بعضها أن التحدیث أتاح فرصاً أمام النساء لتحسین وضعهن، بینما ترى التیارات الأخرى أنه أدى إلى زیادة أعباء المرأة واعتمادها على الرجل وأنه یجب أن تظل تحت الوصایة سواء من الزوج أو الأخ أو حتى الزمیل أو الرئیس فی العمل، مما یشکل تهدیداً مستمراً لمکانة المرأة فی الأسرة والمجتمع. هذا بالإضافة إلى بعض العوامل الاجتماعیة التی تحول دون تحسین وضع المرأة ومکانتها فی المجتمع ومن أهمها:
1- أن الفتاة الریفیة تولد فی مجتمع یؤهلها للزواج حتى ولو کانت فی سن مبکرة فی ظل شیوع ظاهرة تزویج الفتاة بعد سن البلوغ مباشرة مما یعرضها لمخاطر سوء التغذیة مثل حمى النفاس أو الوفاة أثناء الحمل.
2- التمییز بین الرجل والمرأة أمام القانون حتى فی حالة تطویر بعض القوانین.
3- إن بعض المجتمعات لم تمنح فیها المرأة حق الانتخاب أو حق ترشیح نفسها على مستوى المحلیات، مما ینجم عنه استمرار المقاومة الرافضة لمشارکة المرأة فی المجالات السیاسیة.
وقد حددت الباحثة إشکالیة دراستها مرتبطة بالتغیرات التی طرأت على أسالیب التنشئة الاجتماعیة والتعلیم ودور وسائل الإعلام التی أثرت فی تثبیت المکانة التقلیدیة للمرأة الریفیة من خلال الثقافة التقلیدیة التی أصبحت متعارضة مع ملامح التغیر الاجتماعی والثقافی فیما یخص الأدوار والوظائف التی تقوم بها المرأة فی واقع الحیاة المجتمعیة.
ثانیًا: أهمیة الدراسة:
تکمن أهمیة الدراسة على المستوى النظری فی محاولة إثراء المجال النظری فی العلوم الاجتماعیة بطرحها للرؤى الاجتماعیة القائمة علیها والتی تفترض أن ملامح التغیر الاجتماعی والثقافی هی المؤثرة فی وضع المرأة ومکانتها. أما أهمیتها على المستوى التطبیقی فیکمن فی محاولة رصد التحولات المجتمعیة الجدیدة وانعکاساتها على مکانة المرأة.
ثالثًا: أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة إلى معرفة ما یلی:
1- المعتقدات الشعبیة تجاه السلوکیات التالیة (تفضیل الذکور على الإناث – تعدد الزوجات – میراث الأنثى).
2- مدى الوعی بحقوق المرأة فی الریف (حق التعلیم – حق المیراث – حق التربیة).
3- موقف المجتمع من عمل المرأة فی الریف.
4- علاقة المرأة بعملیة المشارکة السیاسیة.
5- دور المرأة فی عملیة اتخاذ القرار داخل الأسرة.
رابعًا: تساؤلات الدراسة:
حاولت الدراسة الإجابة على التساؤلات التالیة:
1- ما معتقداتک الشعبیة تجاه السلوکیات التالیة (تفضیل الذکور على الإناث – تعدد الزوجات – میراث الأنثى)؟
2- ما مدى الوعی بحقوق المرأة فی الریف (حق التعلیم – حق المیراث – حق التربیة)؟
3- ما موقف المجتمع من عمل المرأة فی الریف؟
4- ما علاقة المرأة بعملیة المشارکة السیاسیة؟
1- ما دور المرأة فی عملیة اتخاذ القرار داخل الأسرة؟
خامسًا: مفاهیم الدراسة:
1- مفهوم المکانة الاجتماعیة:
عرف " فیبر" المکانة بأنها المطالبة الفعالة بالتقدیر الإجتماعى وتضفى الأوضاع المتصلة بالمکانات على أصحابها امتیازات إیجابیة، کما تضفى جوانب سلبیة". وقد أصبح غالبیة علماء الإجتماع الأمریکیین یستخدمون مصطلحى الطبقة والمکانة بالتبادل، لقیاس تقویم الأفراد لأوضاعهم داخل نسق التدرج الطبقى الإجتماعى(1).
ویشیر أرفنج جوفمان Erving Goffman إلى أن هناک بعض الرموز التى من شأنها أن تظهر وضع مکانة الإنسان الإجتماعى فى المجتمع. مثل اللغة التى یتحدث بها، وقواعد الإتیکیت التى یعمل بها، وأیضا الإشارات التى یستخدم فیها یدیه ، وبعض المصطلحات التى یذکرها، والمقتنیات المادیة لاسیما التى یکون من الصعب الحصول علیها وامتلاکها، وهذه الرموز هى التى تحدد کل جماعة وتمیزها عن غیرها من الجماعات(2).
وانطلاقاً من التعریفات السابقة أمکن للباحثة وضع تعریف إجرائی لمکانة المرأة على أنها "الوضع الاجتماعی والاقتصادی والسیاسی والثقافی للمرأة التی تعیش فی الریف المصری والذی من خلاله یتحتم علیها جملة واجبات وتوقعات لأدائها، ومدى وعیها بحقوقها وواجباتها".
2- مفهوم الدور الاجتماعی:
عرف "أنتونى جیدنز" الدور بأنه: السلوک المتوقع من الفرد الذى یشغل وضعاً اجتماعیاً معیناً(3).
وترى سناء الخولى أن مفهوم الدور یستخدم بطریقتین: الأولى لتصویر المجموع الکلى للسلوک المقبول معیاریاً فى وضع معین، والثانیة للدلالة أو الإشارة إلى المتطلبات السلوکیة المختلفة للوضع أو المرکز وبذلک فإن کل سلوک متوقع أن یصبح دوراً(4).
مما سبق أمکن للباحثة وضع تعریف إجرائی للدور على أنه "هو نمط من الدوافع والأهداف والمعتقدات والقیم والاتجاهات والسلوک التی یتوقع أعضاء الجماعة أن یروه فیمن یشغل وظیفة ما أو یحتل وضعًا اجتماعیًا معینًا والدور الذی یصف السلوک المتوقع من شخص فى موقف ما".
3- مفهوم التغیر الاجتماعی:
والتغیر ظاهرة موجودة فى کل مستویات الوجود فى المادة الحیة وکذلک الحیاة الإجتماعیة، أى أن التغیر شرط لبقاء المجتمعات"(5).
وترى سامیة محمد جابر: "أن التغیر الاجتماعی یشیر إلى العملیة التى یحدث التحول بواسطتها فى بناء النسق الاجتماعی ووظیفته"(6).
ویعرف (فریدمان) Freedman التغیر الاجتماعی بأنه أى تحول غیر متکرر یقع فى أشکال السلوک المبنیة فى جماعة أو مجتمع محدد(7).
وانطلاقًا من التعاریف السابقة تحاول الباحثة وضع تعریف إجرائی للتغیر الاجتماعی على أنه "عملیة التحولات أو التبدلات الکمیة أو الکیفیة، المخططة أو غیر المخططة فی الظاهرة الاجتماعیة".
سادسًا: الإجراءات المنهجیة:
أ- المنهج المستخدم:
استخدمت الباحثة المنهج الأنثربولوجی لدراسة المجتمع بلغاته وعاداته وتقالیده وأفکاره التی یعتنقها أفراده على الطبیعة والاختلاط بذلک المجتمع والتفاعل معه ومعایشته من أجل الوصول إلى نظرة أکثر شمولاً واقترابًا من الواقع الحیاتی لذلک المجتمع.
ب- أدوات جمع البیانات:
اعتمدت الباحثة فی دراستها الراهنة على الأدوات التالیة:
1- الملاحظة بالمشارکة. 2- المقابلة المتعمقة.
جـ- عینة الدراسة:
قامت الباحثة بتطبیق الدراسة على عینة عمدیة قوامها (30) من النساء القاطنات بقریة البتانون – مرکز شبین الکوم – محافظة المنوفیة.
سابعًا: الدراسات السابقة:
1- دراسة محمد برهوم، بعنوان "مکانة المرأة الاجتماعیة والطلاق فی الأردن"، 1990(8):
هدفت الدراسة إلى الوقوف على التغیرات التى حدثت فى حرکة الطلاق بالمملکة الأردنیة وعلاقتها بالمکانة الاجتماعیة للمرأة، واعتمدت الدراسة على المقابلات الشخصیة مع عدد المطلقات بلغ 30 إمرأة، وأسفرت الدراسة عن أن النساء المطلقات یعانین من ظروف اقتصادیة واجتماعیة صعبة خلال فترة وقوع الطلاق وما بعد وقوعه، وخاصة بین النساء الأمیات اللاتى لا یجدن فرصة للعمل ویعتمدن بصفة أساسیة على أزواجهن، أما النساء المتعلمات والمستقلات اقتصادیاً فلم یتعرضن لمثل هذه الظروف الصعبة.
2- دراسة سامیة خضر صالح، بعنوان "المشارکة السیاسیة للمرأة وقوى التغیر الاجتماعی"، 2004(8):
تناولت الدراسة مشارکة المرأة ومدى اختلافها باختلاف الحالة البنائیة للمجتمع، خاصة إذا طرأ على هذه البنیة تغییرات فى الأبعاد الاقتصادیة والاجتماعیة. واستخدمت الدراسة منهج تحلیل المضمون، والمنهج المقارن بعقد المقارنات حول تطور مشارکة المرأة الفرنسیة مقارنة بالمرأة المصریة. وأسفرت عن أن المشارکة السیاسیة للمرأة تختلف باختلاف الفرص المتاحة لها فی العمل والتعلیم.
3- دراسة منى محمد محمد المتولی، بعنوان "المرأة فی سوق العمل غیر الرسمی"، 2006(9):
هدفت الدراسة إلى التعرف على الأوضاع الاقتصادیة والاجتماعیة للمرأة العاملة فى القطاع غیر الرسمى فى منطقة درب البرابرة بحى الموسکى. واستخدمت الدراسة المنهج التاریخی. وأسفرت عن معاناة الأسر من تدهور فی المستوى التعلیمی لأبنائها ومن أوضاع عمل قاسیة.
4- دراسة سلوى العامری بالتعاون مع المجلس القومی للمرأة، بعنوان "أوضاع النساء المنتخبات فی المجالس المحلیة"، 2008(10):
هدفت الدراسة إلى رصد أوضاع عضوات المجالس المحلیة والتعرف على خبراتهن فى خوض تجربة المشارکة السیاسیة على صعید المجالس المحلیة، واعتمدت الدراسة على عینة قوامها 400 حالة من عضوات المجالس المحلیة على مستوى الجمهوریة. وأسفرت عن أن ثمة عقبات قد واجهت العضوات أثناء ممارستهن للعمل السیاسى ومنها التمییز بین المراة والرجل، یلیها عینة الرجال فى الإستحواذ على المجالس الشعبیة.
5- دراسة رویدا السید أبوالعلا، بعنوان "التغیر الاجتماعی وظاهرة الطلاق فی المجتمع المصری، دراسة میدانیة على عینة من حدیثی الزواج فی محافظة القاهرة"، 2008(11):
هدفت الدراسة إلى رصد ملامح التغیرات الإجتماعیة والإقتصادیة والثقافیة التى شهدها المجتمع المصرى خلال العقود الثلاثة الأخیرة وبیان أثرها فى تغییر البناء الأسرى وإرتفاع معدلات الطلاق بین حدیثى الزواج، واعتمدت الدراسة على المنهج التاریخى لتأصیل الظاهرة وقیاس التغیرات، ثم المنهج الوصفى التحلیلى، وکذلک منهج دراسة منهج الحالة. وأسفرت عن أن تعدد العوامل والأسباب المؤدیة إلى إنتشار ظاهرة الطلاق المبکر داخل المجتمع المصرى ما بین العوامل الخاصة (الذاتیة) الدافعة أو المهیئة لحدوث الطلاق، کالنزاع الأسرى المستمر، والمعاملة السیئة ولجوء الأزواج إلى استخدام العنف والإیذاء البدنى کأسالیب أساسیة للتعامل مع الزوجات، والزواج المبکر.
6- دراسة مها عزت أبوریه، بعنوان "التطورات الاجتماعیة العالمیة والمرأة العاملة فی مصر"، 2009(11):
هدفت الدراسة إلى التعرف على إنعکاسات التطورات والتحولات الإجتماعیة على أوضاع المرأة المصریة، واعتمدت على المنهج التکاملى وهو الجمع بین المنهجین الرئیسیین فى علم الاجتماع وهما المنهج الکمى والمنهج الکیفى. وأسفرت عن أن المرأة العاملة هى أولى ضحایا العولمة الإقتصادیة، حیث باتت تفتقد مجالین مهمین من مجالات التوظیف والعمل هما: القطاع الحکومى والقطاع العام حیث تکون العاملات من النساء فى مقدمة ضحایا خصخصة قطاع الأعمال العام.
ثامنًا: مجالات الدراسة:
المجال الجغرافی:
یتمثل الإطار الجغرافی فی إحدى قرى محافظة المنوفیة وهی قریة البتانون التابعة لمرکز شبین الکوم.
المجال البشری:
تم تطبیق الدراسة على (30) مفردة من النساء القاطنات بقریة البتانون – مرکز شبین الکوم – محافظة المنوفیة.
المجال الزمنی:
تم تطبیق الدراسة خلال الفترة من ینایر 2011 حتى دیسمبر 2012.
تاسعًا: الدراسة المیدانیة:
1- البیانات الأساسیة:
جدول رقم (1)
یوضح الحالة العمریة لمفردات العینة
المتغیرات
التکرارات (ک)
%
من 18 – 30
11
36.7
من 31 - 50
12
40
50 فأکثر
7
23.3
المجموع
30
100%
یتضح من الجدول السابق مدى تباین أفراد العینة من حیث السن حیث جاء من یقعون فی المرحلة العمریة من 31 – 50 سنة بنسبة 40%، بینما من یقعون بالمرحلة العمریة من 18 – 30 سنة بنسبة 36.7%، فی حین جاءت النسبة الأقل 23.3% لأفراد العینة الذین تجاوز سن الخمسین.
جدول رقم (2)
یوضح الحالة التعلیمیة لمفردات العینة
المتغیرات
التکرارات (ک)
%
مؤهل جامعی
13
43.3
مؤهل متوسط
2
6.7
غیر متعلمة
15
50
المجموع
30
100%
یتضح من الجدول أن 50% من مفردات العینة من غیر المتعلمین، بینما 43.3% منهم من الحاصلین على المؤهل العالی، فی حین جاءت النسبة الأقل 6.7% للحاصلین على مؤهل متوسط، وهذا یدل على تباین أفراد العینة من حیث الحالة التعلیمیة.
جدول رقم (3)
یوضح الحالة الاجتماعیة لمفردات العینة
المتغیرات
التکرارات (ک)
%
متزوجة
21
70
مطلقة
5
16.7
أرملة
4
13.3
المجموع
30
100%
یتضح من الجدول الحالة الاجتماعیة لأفراد العینة حیث أن 70% منهم من المتزوجین، بینما 16.7% منفصلین عن أزواجهم، فی حین أن 4% فقط أرامل.
2- مکانة المرأة فی ظل التغیرات الاجتماعیة والثقافیة:
بالرجوع إلى البدایات الأولى لتدنى وضع المرأة فى الریف, لوجدنا المرأة بعقلها فى ظلمات الأجیال الماضیة, وظلمات الجهل, والسجن المؤبد الذی بقیت فیه, حتى فقدت رشدها, وسلبت حریتها, وصار من المستحیل أن تتمتع بالحقوق التى خولتها لها الشریعة الغراء, والقوانین الوضعیة, إذ جعلت فى حکم القاصر لا تستطیع أن تباشر عمل ما بنفسها, مع أن الشرع یعترف لها بتدبیر شئونها المعاشیة بکفاءة الرجل وصارت سجینة, مع أن القوانین تعتبر لها من الحریة ما تعتبر للرجل, وبالإجمال صارت لا شئ, وسلبت کل شئ فلا رأى, ولا فکر لها فى الأعمال, ولا قدم فى المنافع العامة, ولا ذوق فى الفنون, ولا فضیلة وطنیة.
هذا على الرغم من أن مجتمعاتنا ملیئة بالنساء المعیلات لأسر ویتحملن المسؤلیة کما یتحملها الرجال بل ویزید على ذلک أنها فى تلک الظروف تتعدد أدوارها وتتغیر بحسب المواقف التى تتعرض لها. وفى ذلک تقول إحدى مفردات العینة من الأرامل, المعیلات لأسر "جوزی مات والبنت الکبیرة فى ستة إبتدائى والولد کان فى أولى إبتدائى, وطبعاً المعاملة اتغیرت من ناحیة سلایفى "أخوات جوزی" وعم العیال کان بیزرع الأرض لکن بقى یسرقنی ویسرق مال الیتامى ویقبله على نفسه, وصممت أنزل الأرض وأزرع بنفسی وأخدت عیالی معایا الغیط, وأنا معرفش إزاى أزرع ولا أجمع ولا أسقى, وبقى عم العیال یعدى علینا وإحنا فى الغیط ویشمت فینا ومیرضاش یجى یساعدنا, وبقیت أشحت الناس الغریبة عشان یساعدونی, لحد ما اتعلمت أنا وعیالی الصغیرین شغل الغیط والفلاحة کله".
وعلى الرغم من إجماع مفردات العینة على مکانة المرأة فی الإسلام وإعطاءها حقوقها فی المیراث والتعلیم والعمل وغیرها إلا أن الغالبیة العظمى منهم یرون تدنی مکانة المرأة فی مجتمع الدراسة على الرغم من التغیرات الاجتماعیة والثقافیة التی المجتمع حیث أنه مازال یوجد تمییز وعدم مساواة ضد المرأة وتتمثل صور هذا التمییز وعدم المساواة فی الآتی:
- التفرقة بین الولد والبنت .
- العنف والإیذاء والظلم والقهر النفسی والبدنى .
- عدم حصول المرأة على حقها فى المیراث.
- وجود قیود وضوابط لخروج المرأة من المنزل.
- تفضیل الذکر على الأنثى فى حق الحصول على التعلیم .
- عدم الإنفاق على المرأة وهجرها هى وأبنائها.
- رفض الزواج الرسمی فى بعض الأحیان واللجوء إلى الزواج العرفی .
تقول إحدى مفردات العینة "أن هناک من صور التمییز ضد المرأة الکثیر والکثیر، فعلى سبیل المثال أن زوجی یفاضل بین الولد والبنتین فی التربیة ویصرح له بأشیاء لا یسمح بها للبنات، وبیشد علیهم زیادة عن اللزوم، یعنی حتى مجرد أن البنات یقعدوا مع أعمامهم وأخوالهم ویتحاوروا ویتناقشوا ولکن دائماً یقول لهم عیب ما تتکلموش مع حد أکبر منکم ولما یکون حد منهم قاعد یتکلم ما تتدخلوش فی الکلام".
وقد لاحظت الباحثة أن تعدد الزوجات من الظواهر المنتشرة فى القریة مجتمع الدراسة, ویرجع ذلک إلى الرغبة فى الإنجاب, إذا کانت الزوجة لا تنجب, وإلى الرغبة فى إنجاب الذکور إذا کانت المرأة لا تنجب, ورغبته أیضا فى إثبات قدرته الاقتصادیة والبیولوجیة فى الاحتفاظ بأکثر من امرأة. وهکذا نرى أن النظرة إلى المرأة من خلال الإنجاب وذلک لأن المجتمع الریفی یرى فى عقم المرأة أمرا مهیناً.
3- العلاقة بین الوعی القانونی للمرأة بحقوقها والتغیرات الاجتماعیة والثقافیة:
اتضح من خلال إجابات مفردات العینة عن العلاقة بین الوعی القانونی للمرأة بحقوقها والتغیرات الاجتماعیة والثقافیة أن الغالبیة العظمى وعددهم (11) من غیر المتعلمات من مفردات العینة یرون أنه لا یوجد وعی لدى المرأة بحقوقها القانونیة وقد ظهر ذلک جلیاً فی تعرض مفردات العینة خاصة المطلقات للاحتیال من قبل المحامین القائمین برفع الدعاوى بالتواطؤ مع الأزواج والعمل على ضیاع حقوقهم مما یدل على عدم الوعی القانونی للمرأة بحقوقها على الرغم من التغیرات الاجتماعیة والثقافیة التی شهدها مجتمع الدراسة وذلک فی الآتی:
- تقول إحدى مفردات العینة "یعنی یعمل إیه الوعی بالقانون مع واحدة مش متعلمة زیی کده، طیب أهو المحامی ضحک علىّ وخلاّ جوزی انتصر علیّ، والمحامی التانی أدنی ماشیة معاه بقى لی 5 سنین طیب لما أشوف أخرتها معاه".
- کما تقول إحدى مفردات العینة "المرأة فی مصر مفیش عندها وعی قانونی إلا لما یکون عندها مشکلة تروح المحکمة فتبدأ تعرف حقوقها ویکون عندها وعی قانونی وینعکس ذلک على الضرر والظلم الذی یقع علیها وعدم المساواة، فإذا عرفت المرأة حقوقها وکذلک الرجل فسوف یقوم على أساس الصدق والصراحة والأمانة مش هیبقى فیه مکان للغش".
- "وجود الوعی القانونی للمرأة فی مصر عندما یکون لها قضیة أو دعوى أکثر من المرأة البعیدة عن المحاکم والمشاکل، فهناک سیدات کثیرات لا یعرفن شئ عن قانون الأحوال الشخصیة والحقوق التی أعطاها للمرأة وتسهیل الدعاوى والحکم فی وقت قصیر، فالوعی القانونی یرتبط بالواقع والمشکلة التی تعیشها المرأة".
4- المرأة والتعلیم:
اتضح من خلال إجابات مفردات العینة أن الغالبیة العظمى منهم یرون أن المرأة لا تفرق بین تعلیم الولد والبنت فهما سواء وأن الدولة أیضاً تهتم بتعلیم البنت مثل الولد.
وقد لاحظت الباحثة اهتمام الغالبیة العظمى من مفردات العینة سواء من المتعلمین أو غیر المتعلمین بتعلیم الأولاد ذکوراً وإناثًا وذلک للأسبب التالیة:
تقول إحدى المبحوثات "مکانة البنت المتعلمة ومش أی تعلیم کمان دلوقتی طبعاً تختلف عن مکانة اللی مش متعلمة أو متعلمة تعلیم متوسط، فالناس بتحترم أکتر وتقدر اللی متعلمة ویخدوا رأیها ویعطوا لیها مساحة أکبر للمشارکة فی قرارتهم، فالتعلیم یؤثر على مکانة البنت فی نفسها، فهو یعطی للبنت ثقة بذاتها وبإمکانیاتها". وأیضاً "سوف أتعلم من تجربتی وأهتم بتعلیم ابنتی حتى تصیر أفضل حالاً منی".
وکذلک تقول إحدى المبحوثات "لما ولادی کبروا عودتهم یحافظوا على نظافة البیت وأبوهم کان معودهم یساعدونی فی شغل البیت لکن أیام الدراسة عمری ما أعطلهم عن مذاکرتهم".
وقد لاحظت الباحثة أن جمیع الحالات من المتعلمات وغیر المتعلمات یتفقون فی الرأی على أن التعلیم یرفع من المکانة الاجتماعیة للمرأة داخل أسرتها فی ما عدا مفردة واحدة تقول "إن الست المتعلمة فی وسط أهلها لها مکانة کویسة لأنهم هما اللی تعبوا معاها وربوها وکبروها وعلموها وصرفوا علیها, ودایما یتباهوا بیها, أما فی وسط أهل جوزها بتکون فی أحقاد فی نفسهم من ناحیتها وخصوصا لو فیه حد من إخوات جوزها مش متعلم أو إن جوزها نفسه تعلیمة أقل منها, یعنى أنا من أول أسبوع فی جوازی وأنا فی مشاکل معاه ومع أهله (وبصفة خاصة حماتی) اللی کانت بتتعمد دایما إهانتى وتقلل من شأنی لأنی متعلمة تعلیم عالی أحسن من ولادها".
کما لاحظت الباحثة أن هناک تحدیات مازالت تواجه المرأة فى مجال التعلیم من أهمها الموروث الثقافی الناتج عن العادات والقیم والتقالید القدیمة التی تؤکد على التمییز والمفاضلة بین الذکر والأنثى, وأن التعلیم هام بالنسبة للذکر أما الأنثى فالتعلیم بالنسبة لها شئ ثانوی یأتی فى المرحلة التالیة بعد شغل البیت وجمیع الأعمال المنزلیة, ولا مانع من تسربها من التعلیم وترکها للمدرسة فى حالة أن یتقدم أحد لخطبتها والزواج منها.
5- تأثیر العمل على مکانة المرأة فی ظل التغیرات الاجتماعیة والثقافیة الراهنة:
بعد أن أثبتت المرأة جدارتها وقدراتها على المساواة بالرجل فى مجال التعلیم الجامعی وفوق الجامعی کان علیها الدخول فى معرکة أخرى وهى الحصول على وظیفة والخروج إلى معترک الحیاة العملیة والخوض فى کافة مناحی الحیاة السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة فى مصر, والتجاوب مع حرکة تجدید المجتمع والتفاعل معها, والمساهمة فیما یصبوا إلیه الوطن من آمال.
ومن الملفت للنظر هنا أنه من خلال الدراسة المیدانیة ثبت أن قضیة عمل المرأة تواجه معارضة شدیدة وأخذ الصراع حولها طابعاً عنیفاً حیث رأت بعض العائلات أنه من الخیر للفتاة الجامعیة ألا تزج بنفسها فى میدان العمل, وأنه من الأفضل بعد تخرجها الاستفادة منها بتزویجها لتکو نواة صالحة للبیت العصری الحدیث خصوصاً وأن مشاکل المتعلمین المتعطلین تزداد سوءا. کما رأى البعض أنه لامانع من اشتغال الفتاة بعد تخرجها لتجاهد بجانب الرجل فیستفید منها المجتمع أکثر من رکونها إلى الحیاة المنزلیة.
وترى الغالبیة العظمى من مفردات العینة أن السبب الرئیسی فی الخروج للعمل یتمثل الحاجة الشدیدة نتیجة الظروف المادیة الصعبة وأن العمل أصبح ضروری جداً للمرأة للأسباب التالیة:
- الحاجة المادیة الشدیدة.
- العمل شئ مهم فی حیاة الإنسان لأنه یعطی لصاحبه قیمة ومکانة.
- یشغل المرأة عن التفکیر فی الهموم.
- تقوم المرأة على نفسها وبالتالی لا تحتاج لأحد ویصبح لدیها شخصیة قویة.
- تساعد زوجها فی حالة إذا ما کان دخله قلیل.
- توفیر احتیاجات الأبناء.
- یعطی المرأة الشعور بالأمان والاطمئنان.
- الطلاق وعدم وجود من یعول المرأة.
- وفاة الزوج.
من ذلک تقول إحدى مفردات العینة "بالطبع أن العمل قیمة اقتصادیة واجتماعیة وثقافیة هامة جداً بالنسبة للمرأة فهو یجعلها تستطیع الإنفاق على نفسها ویعطیها شعور بالأمان والاطمئنان وبصفة خاصة إذا حدثت لها أی مشکلة حیاتیة".
أیضاً "الشغل زودنی بخبرة فی معاملة الناس وعلمنی الدنیا على حقیقتها، وازای أعرف أکسب القرش وما حدش یضحک علىّ بسهولة، بالإضافة إنی بساعد زوجی فی مصاریف البیت عشان أقدر أحسن ستوى أسرتی وحتى لا یلجأ زوجی فی أی ظروف إنه یستلف من حد".
6- المرأة والمشارکة السیاسیة:
تبین من خلال الدراسة أنه على الرغم من تسجیل المرأة الریفیة لنسب عالیة من المشارکة فى عملیات التصویت والاقتراع, إلا أن هذه المشارکة تظل شکلیة, یساء فیها استغلال المرأة من خلال التعبئة المؤقتة فى مناسبات بعینها, ولا تعکس بالتالی وعیا سیاسیا حقیقیا أو مشارکة سیاسیة فعلیة, ذلک لأن معاناة المرأة الفقیرة وإهدار حقوقها, فى حالات الطلاق والنفقة والحضانة وتدنى ظروف حیاتها الأساسیة والمادیة لا یمکن أن تشکل مناخا ملائماً لتنمیة الوعی السیاسی والمشارکة السیاسیة الفعلیة.
حیث اتضح من خلال إجابات الغالبیة العظمى من مفردات العینة أنهم یرون أن المرأة لدیها معرفة بحقوقها السیاسیة مثل حق التصویت فی الانتخابات واستخراج بطاقة الرقم القومی وأنها شارکت بفعالیة فی الانتخابات البرلمانیة والرئاسیة الأخیرة.
ولاحظت الباحثة أنه ماتزال السیطرة الأبویة محددة لحریة المرأة فى المشارکة السیاسیة, وبالتالی ضعف وجود المرأة فى الحیاة السیاسیة بالرغم من أن القوانین ودستور البلاد أعطى لها حق الممارسة السیاسیة من خلال التصویت والترشیح والاستفتاء, وذلک بسبب العادات والتقالید ودور الرجل الذی لازال یتفوق على المرأة وخاصة فى الریف المصری .
تقول أخرى "إیه الفایدة من إنی عندی بطاقة رقم قومی, وأنا عارفة کویس أوى إن من حقی أروح الانتخابات وأحط صوتی, لکن للأسف جوزی بیمنعنى من إنی أخرج من البیت علشان أروح الانتخابات وبیقولى أقعدی هنا هتروحى فین فى وسط الزحمة دى, مفیش دین بیقول إن الست تتزاحم مع الرجالة فى مکان علشان کده حرام ".
فی حین ترى النسبة الأقل من مفردات العینة أنها لا تقوم بالمشارکة السیاسیة تقول إحدى المبحوثات "بصراحة یا بنتی جوزی منعنی من أن أخرج للانتخابات وقال إنت ست کبیرة هاتروحی فین وسط الزحمة دی أحسن حد یخبطک أو یزقک ولا حاجة أصله بیخاف علیّ قوی، بس أنا شایفة من خلال کلامی مع الجیران والتصویر اللی فی التلیفزیون لموضوع الانتخابات، إن ستات کتیر بقت تخرج للانتخاب وتقول رأیها بصراحة غیر زمان خالص".
أیضاً تقول إحدى المبحوثات "زوجی یمنعنی من الخروج للإدلاء بصوتی فی الانتخابات، وکانت تحدث بیننا خلافات کثیرة بسبب هذا الموضوع".
وقد لاحظت الباحثة أن من أهم أسباب عدم المشارکة السیاسیة للمرأة الریفیة هو شعورها بالغربة والاغتراب السیاسی فى المجتمع, وإحساسها بأن مشارکتها أو عدم مشارکتها لن تغیر من الوضع القائم, وربما أن فقدان الثقة فى المعاییر السیاسیة من الأمور التی تؤدى إلى الاغتراب ویحتاج إلى زمن طویل ومشارکات حقیقیة حتى تعود الثقة المفقودة.
وقد لاحظت الباحثة افتقار الغالبیة العظمى من مفردات العینة للانتماءات السیاسیة کالانضمام لحزب معین أو جماعة معینة باعتبار عدم جدوى تلک الأنشطة، واقتصار المشارکة السیاسیة للمرأة على التصویت فی الانتخابات.
2- المرأة والزواج:
أکد الغالبیة العظمى من مفردات العینة وعددهم 12 مفردة من المتعلمات و 9 من غیر المتعلمات على أن الزواج هو علاقة مقدسة بین الزوج والزوجة وأن قرار الزواج یجب أن یکون قائم على الشورة بین جمیع أفراد الأسرة (الأب – الأم – الإخوة – البنت) وأنه لا یجب أن یقتصر على فرد بعینه.
تقول إحدى مفردات العینة "إحنا اتربینا على إن الست لازم تکون محترمة ومطیعة لجوزها, وتاخده على الهادی وتتفاهم معاه بالراحة وبهدوء, ولازم یکون نفسها طویل فى المناقشة معاه, والمفروض إن کل واحد فى الاتنین یشوف التانى بیحب إیه ویعمله, علشان تدوم بینهم المحبة والمودة, مش کل مایحصل حاجة تزعلها منه تجرى وتروح غضبانة على بیت أهلها , المفروض الست بتبقى عارفه کویس إن جوزها بقى کل أهلها وما ینفعشى أبدا إن واحدة تغضب من أهلها, طیب لما تخرج من بیت أهلها غضبانة هتروح لمین, لازم الست تکون عاقلة وتعرف إن هیا وجوزها حاجة واحدة وبیکونوا بیت جدید وأسرة جدیدة ".
کما اتضح من خلال إجابات مفردات العینة أن الغالبیة العظمى منهم وعددهم 11 مفردة من المتعلمات و 7 مفردات من غیر المتعلمات أنهن لا یفضلن الزواج المبکر للبنت لأنه یسرق من البنت أجمل أیام حیاتها التی یجب أن تشعر فیها بالسعادة بطفولتها وسنها الطبیعی.
تقول إحدى المبحوثات "إن الدنیا تغیرت والبنات اتعلمت والمفروض أن الأهل یاخدا رأی بنتهم عندما یتقدم أحد للزواج منها وإن الزواج المبکر بیسرق زهرة شباب البنت وبیخلیها تشیل الهم والمسئولیة بدری، وده اللی أنا عملته مع بنتی".
وتقول أخرى "مستحیل إنی أجوز بناتی بدری أبداً وهما صغیرین قبل ما یکملوا تعلیمهم، لازم أخلیهم یتعلموا کویس الأول علشان یقدروا یشتغلوا شغلانة کویسة بالشهادة بتاعتهم علشان ما یتعبوش زی ما أنا تعبت فی حیاتی، وبعد ما یتعلموا یختاروا العریس اللی یعجبهم، وعمری ما أفرض علیهم رأی، لأن بتعلیمهم کل واحدة فیهم حتقدر تفتح بیت وتعرف ازای تتعامل مع جوزها وتخلیه یحترمها".
وجدیر بالذکر أنه نتیجة زیادة وعى المرأة وثقافتها أدرکت الفتاة أخطار الزواج المبکر فأصبحت الفتاة تزن الأمور من جمیع النواحی وتضع لنفسها شروطا ومطالب وتطلعات, ویترتب على ذلک أن تنتظر طویلا حتى تجد من یناسبها, کما أن هذه المطالب لا تکون فقط على المستوى المادی بل أیضا على المستوى الثقافی فتشترط مستوى اجتماعیاً معیناً ومکانة مرموقة فى المجتمع وأن یحظى باحترام الجمیع.
تقول إحدى مفردا ت العینة "ماینفعشى أکون طیبة وحاصلة على مؤهل عالی فوق الجامعی وبعدین أعمل زى الناس الجهلة وأجوز بناتی وهما أصغر من السن المناسب للجواز المفروض إن البنت تخلص تعلیمها الأول وتاخد شهادتها وأطمن علیها وبعد کده تفکر براحتها فى الجواز , لکن لازم تثبت وجودها الأول علشان تقدر تختار إنسان مناسب لیها لأن الجواز حیاة أبدیة".
أما بالنسبة لزواج الأقارب فیرى الغالبیة العظمى من مفردات العینة أن هذه القیمة انقرضت نسبة لأن القریة مجتمع الدراسة فیها طابع التحضر ونتیجة لسفر کثیر من شبابها للدول الأوروبیة فساعد ذلک على تغیر الکثیر من الثقافات القدیمة ودخول ثقافات جدیدة أثرت على فکر وعقیدة أفراد مجتمع الدراسة, تحث تلک الثقافات على أنه یجب تزویج الفتاة لمن یمتلک المال الوفیر ویستطیع الصرف والإنفاق على الشبکة والمهر والفرح وکل طلبات العروسة حتى ولو کانت هیا أعلى منه فى التعلیم, وبذلک أصبحت قیمة المال أهم وأقوى من قیمة العلم والقرابة, کما أصبح هناک وعى لدى الأسر من خلال وسائل الإعلام بخطورة زواج الأقارب والعواقب التی تحدث بسببه مثل احتمالیه حدوث الأمراض والإعاقات فى الأطفال المولودین نتیجة هذا الزواج.
وقد تلاحظ للباحثة اتفاق مفردات العینة من المتعلمین وغیر المتعلمین على أن الزواج هو رابطة مقدسة تقوم على المودة والرحمة بالإضافة إلى رفضهم التام للزواج المبکر للبنت لما له من آثار سلبیة علیها وأن اختیار شریک الحیاة لابد أن یکون بالمشارکة من جمیع أفراد الأسرة (الأم – الأم – البنت – الإخوة).
8- المرأة والأسرة "اتخاذ القرار":
یرى الغالبیة العظمى من مفردات العینة من المتعلمین أن اتخاذ القرار داخل الأسرة یقوم على مبدأ المشورة بین الزوج والزوجة وأن المرأة هی التی تقوم باتخاذ القرار داخل البیت فی حالة غیاب زوجها أو وجوده بالعمل.
تقول إحدى المبحوثات "زوجی یتعامل معنا بمبدأ الشورى، صحیح مبیسمحش لحد یتدخل فی حیاتنا لکن ممکن أعرض مشکلة على الأهل والجیران فی حدود الشورى".
وتقول أخرى "الجواز شرکة بین اثنین المفروض أن کل واحد فیهم یاخد رأی التانی ویشور علیه فی أی موضوع یخص البیت والعیال، والمفروض إن الاثنین یحترموا بعض، مش یفضل الراجل یضرب فی زوجته ویبهدلها ویشتمها ویسمع بیها الناس".
فی حین أکد الغالبیة العظمى من مفردات العینة من غیر المتعلمین عکس ذلک فهم یرون أن اتخاذ القرار داخل الأسرة یکون بید الرجل (أب – أخ – زوج) ولیس للمرأة دخل فیه.
وبالنسبة للأسباب الاقتصادیة الخاصة بزیادة العنف ضد المرأة داخل الأسرة فتتمثل فی زیادة بنود الإنفاق مع عدم وجود المال الکافی للوفاء بکل متطلبات الأسرة وارتفاع مستوى المعیشة والبطالة.
أما بالنسبة للأسباب الاجتماعیة الخاصة بزیادة العنف ضد المرأة فتتمثل فی عدم التفاهم بین الزوجین واختلاف الفکر، وإصرار الزوج وأهله على ضرورة إنجاب الولد مهما تکررت مرات الحمل والولادة دون مراعاة للحالة الصحیة للزوجة.
وبالنسبة للآثار النفسیة والصحیة والاجتماعیة الناتجة عن العنف ضد المرأة فتتمثل فی إحساسها بالظلم والقهر، ونظرة المجتمع الدونیة لها.
تاسعًا: نتائج الدراسة:
أمکن للباحثة من خلال الدراسة المیدانیة التوصل إلى النتائج التالیة:
- تدنی مکانة المرأة فی المجتمع على الرغم من التغیرات الاجتماعیة والثقافیة التی شهدها المجتمع المصری.
- تعدد أشکال التمییز وعدم المساواة بین الرجل والمرأة داخل المجتمع المصری خاصة فیما یتعلق بـ (التفرقة بین الولد والبنت – المیراث – عدم التعلیم – عدم الخروج من المنزل).
- استمرار وجود الموروثات الثقافیة الخاصة بتفضیل الأولاد الذکور عن الإناث على الرغم من التغیرات الاجتماعیة والثقافیة التی شهدها المجتمع الأمر الذی أدى فی کثیر من الأحیان إلى الطلاق والانفصال بسبب إنجاب الإناث.
- تدنی مستوى الوعی القانونی لدى المرأة على الرغم من التغیرات الاجتماعیة والثقافیة التی شهدها المجتمع المصری.
- تُعد التحدیات المادیة من أهم العقبات التی تواجه المرأة الریفیة فی الحصول على التعلیم المناسب.
- ارتباط عمل المرأة بالمستوى الاقتصادی للأسرة فکلما قل المستوى الاقتصادی للأسرة ازدادت فرص عمل المرأة.
- أن عمل المرأة أصبح ضرورة ولیس عبئاً على الأسرة فى الوقت الراهن, ولکنه یواجه تحدیات اقتصادیة واجتماعیة وثقافیة، وأول التحدیات العادات والقیم والتقالید القدیمة والموروث الثقافی البالی المتحجر.
- زیادة وعی المرأة الریفیة بعملیة المشارکة السیاسیة (التصویت بالانتخابات – استخراج بطاقة الرقم القومی) وغیرها.
- ضعف وجود المرأة فى الحیاة السیاسیة بالرغم من أن القوانین ودستور البلاد أعطى لها حق الممارسة السیاسیة من خلال التصویت والترشیح والاستفتاء, وذلک لوجود السلطة الأبویة والزوجیة التی تتحکم فی خروج المرأة للمشارکة فی الحیاة السیاسیة.
- أن الغالبیة العظمى من مفردات العینة لا ینتمون إلى أی تیارات سیاسیة أو جماعات أو هیئات.
- اقتصار المشارکة السیاسیة للمرأة الریفیة على التصویت وإبداء الرأی فی الانتخابات فقط دون أی مظاهر أخرى للمشارکة السیاسیة.
- أن الزواج علاقة مقدسة بین الزوج والزوجة تقوم على الود والاحترام المتبادل فیما بینهم.
- عدم تفضیل مفردات العینة من المتعلمین وغیر المتعلمین لفکرة الزواج المبکر للبنت لأنه یضر بمستقبلها ویقضی على طفولتها.
- تتمثل الأسباب الاقتصادیة الخاصة بزیادة العنف ضد المرأة فی زیادة بنود الإنفاق مع عدم وجود المال الکافی للوفاء بکل متطلبات الأسرة وارتفاع مستوى المعیشة والبطالة.
- وتتسم الأسباب الاجتماعیة الخاصة بزیادة العنف ضد المرأة فی عدم التفاهم بین الزوجین واختلاف الفکر، وإصرار الزوج وأهله على ضرورة إنجاب الولد مهما تکررت مرات الحمل والولادة دون مراعاة للحالة الصحیة للزوجة.
- أما بالنسبة للآثار النفسیة والصحیة والاجتماعیة الناتجة عن العنف ضد المرأة فتتمثل فی إحساسها بالظلم والقهر، ونظرة المجتمع الدونیة لها.
- أن التغیرات الاجتماعیة والثقافیة التی یمر بها المجتمع الآن قد أثرت بشکل ظاهری فی تغییر مکانة المرأة فی المجتمع ولیس بشکل فعلی.
عاشراً: توصیات الدراسة:
توصی الباحثة من خلال دراستها بالآتی:
- بذل جهود خاصة لتعدیل صورة المرأة السلبیة عن نفسها، ولتوعیتها بحقوقها وبدورها الحقیقى فى المجتمع، ولإقناعها بقدراتها على الإضطلاع بأى مسئولیة، کذلک تقدیم نماذج من النساء اللواتى نجحن فی میادین عدیدة، وفى مجالات غیر تقلیدیة، کانت حکراً على الرجال لإقناع المجتمع بإمکانات المرأة وقدراتها.
- العمل على تغییر الاتجاهات الأسریة نحو تعدیل العادات والموروثات الثقافیة التی من شأنها تغییر مفاهیم المجتمع ومعتقداته نحو الأدوار التی یمکن أن تقوم بها المرأة بحیث لا یقتصر الأمر على الأدوار التقلیدیة بل یتعداه إلى الإبداع فی العمل والإنتاج والمشارکة السیاسیة.
- الاهتمام بزیادة الوعی القانونی للمرأة بحقوقها من خلال وسائل الإعلام المرئیة والمسموعة والمقروءة.
- بذل المزید من الجهود لتشجیع المرأة على اقتحام سوق العمل وزیادة مشارکتهن فی الحیاة العامة.
7- منى محمد محمد المتولى2006، المرأة فى سوق العمل غیر الرسمى، دراسة میدانیة فى مدینة القاهرة، رسالة ماجستیر، قسم الإجتماع، کلیة الآداب، جامعة عین شمس، ، ص ص 289 – 294.
8- سلوى العامرى2008، أوضاع النساء المنتخبات فى المجالس المحلیة، الطبعة الأولى، القاهرة، ، ص ص 234 – 242.
9- رویدا السید أبو العلا على2008، التغیر الإجتماعى وظاهرة الطلاق فى المجتمع المصرى، دراسة میدانیة على عینة من حدیثى الزواج فى محافظة القاهرة، رسالة دکتوراه، قسم الفلسفة والاجتماع، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، ، ص ص 374 – 384.
10- مها عزت محمد أبوریه2009، التطورات الإجتماعیة العالمیة والمرأة العاملة فى مصر، دراسة میدانیة على دور المجلس القومى للمرأة، رسالة دکتوراه، قسم الإجتماع، کلیة الآداب، جامعة طنطا، ، ص ص 265 – 280.
11- محمد برهوم1990، مکانة المرأة الإجتماعیة والطلاق فى الأردن، فى إجلال إسماعیل حلمى، دراسات عربیة فى علم الإجتماع الأسرى، الإمارات، ، ص ص 252 - 262.