لقد اصبح تزايد دور العصيبيات القبليه والعائليه من اهم واوضح الملامح الرئيسيه فى الانتخابات المصريه وخاصه فى صعيد مصر ، ولها دور مؤثر وفعال فى الترشح للأنتخابات بين المواطنين . لذا تسعى الدراسه الراهنه الى الدراسه العصبيه القبليه کأحد العوامل التى تؤثر فى المشارکه السياسيه وبخاصه فى الانتخابات البرلمانيه التى تؤدى بدورها الى ارتکاب الجريمه الانتخابيه . وتدور تساؤلات الدراسه فى تساؤل رئيسى موداه ما مدى تأثير العصبيه القبليه على الجرائم الانتخابيه التى تحدث فى العمليه الانتخابيه بمختلف مراحلها فى مجتمع الدراسه واعتمدت الدراسه على عده مناهج اهمها المسح الاجتماعى بالعينه والمنهج الوصفى والمنهج الانثروبولوجى والملاحظه بالمشارکه والاستبيان والمقابله . وتم تطبيق الدراسه على عدد مفردات العينه 601 من ابناء اولاد سالم الذين لهم حق الانتخاب ومسجلين بالکشوف الانتخابيه بمحافظه سوهاج وانتهت الدراسه الى مجموعه من النتائج التاليه :ـ
1 – ان العصبيه القبليه تؤثر سلبا على العصبيه الانتخابيه وذلک فى صور افعال غير قانونيه ونتائج سلبيه مثل انتشار الرشاوى الانتخابيه وزياده العنف والبلطجه والخصام بين العائلات لســــنوات نتيجه فوز مرشح عائله او قبيله وهزيمه مرشح القبيله الاخرى نتيجه استخدام النفوذ .
2 – تحول العمليه الانتخابيه الى مجرد معرکه تحاول کل قبيله تثبت انها هى الاقوى وانها لها السياده دون النظر الى شخصيه المرشح او خلفيته الثقافيه او الاخلاقيه .
3 – ان فوز عائله او قبيله فى الانتخابات تجدد المشکلات والنزاعات والصراعات التى تعود بالضرر على المجتمع کافه .
Full Text
یرتبط موضوع الانتخاب ارتباطاً وثیقاً بالنظام الدیمقراطی الذی یستمد مشروعیته من الإرادة الشعبیة التی یتم التعبیر عنها من خلال الانتخاب ، والذی بدوره یحتاج إلی ضمانات وحمایة مشددة تحیط به من کل جانب وفی جمیع مراحل استخدامه ، ضد من یعتدی علیه بدءاً من مرحلة القید بالجداول الانتخابیة وصولاً إلی مرحلة الفرز وإعلان النتائج ([1]).
فتزاید دور العصبیات القبلیة والعائلیة أصبح من أهم و أوضح الملامح الرئیسة فی الانتخابات المصریة وبخاصة فی صعید مصر ، ولها دور مؤثر وفعال فی الترشح والانتخاب بین المواطنین ([2]) ، فهی تنأى بالانتخابات عن هدفها الأساسی.
وقد خلقت هذه الثقافات ؛ ثقافة انتخابیة معینة ، من أبرزه معتقداتها أن الوضع الاجتماعی هو الأساس للانتخابات ، فالمرشح الذی لا یملک قاعدة قبلیة یرتکز علیها کقاعدة انتخابیة لا تتوافر لدیة فرصة الفوز فی الانتخابات ، وذلک ما أثبتته النظم العائلیة فی الانتخابات علی مدار دوراتها السابقة فی مجتمع الدراسة دون استثناء .
لذا تسعی الدراسة الراهنة إلی دراسة العصبیة القبلیة کأحد العوامل التی تؤثر فی المشارکة السیاسیة وبخاصة فی الانتخابات البرلمانیة التی تؤدی بدورها إلی ارتکاب الجریمة الانتخابیة.
وتعتبر هذه الجرائم تضحیات وبطولات من أجل الوصول إلی کرسی البرلمان بفوز مرشح القبیلة ، وبخاصة فی مجتمع یتسم بالطابع القبلی فی إحدى مراکز محافظة سوهاج ألا وهو مرکز دار السلام ، الذی یظهر فیه التقسیم القبلی حتى من خلال أسماء قراه التی تبدأ بأولاد فلان ( کأولاد سالم ، أولاد یحی، أولاد سلیم " البلابیش)وغیرهم من القرى ، والذی یظهر فیه ذلک الأثر بوضوح ، مما یجعل نتائج الدراسة قد تکون أکثر واقعیة و جلاء.
أسباب اختیار المشکلة
عدة أسباب وراء اختیار هذه المشکلة وهی :
1- مدی وقوة الدور الذی تلعبه العصبیة القبلیة والتربیطات بین العائلات فی التأثیر علی مجریات الأمور خلال مراحل العلمیة الانتخابیة و أنه العامل الحاسم فی نجاح مرشح ما ، أضف إلی ذلک إلی إسلوب أخذ العهود فی الوقوف جنباً إلی جنب فی یوم التصویت .
2- غیاب أهمیة صفة المرشح عند الناخبین ( فلاح أو عمال أو فئات ) ، حیث أن الناخبین یسمون المرشحین بصفة عائلاتهم لا بصفاتهم الانتخابیة أو انتماءاتهم الحزبیة ، أی بمعنی مرشح عائلة کذا لا حزب کذا و لا قائمة کذا .
3- تدنی مستوی الوعی السیاسی و الثقافی لدی الناخب القبلی بأهمیة الانتخابات ، ومدی الخطورة السیاسیة لهذه الأفعال والانتهاکات علی قیمة الانتخابات ونزاهتها و الإخلال بمبدأ تکافؤ الفرص ، ویکون الشاغل الأکبر عند الناخب القبلی هو المشارکة فی الانتخابات عن طریق التصویت من أجل إنجاح مرشح عائلته .
4- میل المثقفین رغم قلتهم فی مجتمع الدراسة ومکانتهم العلمیة الکبیرة إلی التأیید والوقوف فی صف ابن القبیلة حتى و إن کان ذو مکانة علمیة أقل منهم المهم عندهم هو نجاحه ، وکیف لا وهو من سیمثلهم فی البرلمان ، وهم بدورهم سیکونون من حاشیته و المستفیدین منه فی تحقیق مصالح خاصة بهم .
فالدراسة تسعی إلی التحقق من الإجابة علی بعض التساؤلات التی تخدم موضوع البحث ، فی تحدید العلاقة بین العصبیة القبلیة والجریمة الانتخابیة ، وتدور التساؤلات جمیعاً فی إطار تساؤل رئیسی مؤداه :
" ما مدی تأثیر العصبیة القبلیة علی الجرائم الانتخابیة التی تحدث فی العملیة الانتخابیة بمختلف مراحلها فی مجتمع الدراسة "
وینبثق من هذا التساؤل بعض التساؤلات الفرعیة وهی :
1- ما أهم الأسباب الاجتماعیة المرتبطة بالجرائم الانتخابیة؟
2- ما الأشکال المختلفة للجرائم الانتخابیة التی تحدث فی مجتمع الدراسة خلال مراحل العملیة الانتخابیة؟
3- ما العلاقة بین الانتماء القبلی للمرشح وحدوث الجرائم الانتخابیة؟
4- ما أکثر المراحل الانتخابیة التی تکثر فیها الجرائم الانتخابیة؟
5- ما مدی تأثیر العصبیة القبلیة علی العملیة الانتخابیة ونتائجها؟
خامساً : مناهج الدراسة و أدواتها
أ مناهج الدراسة
وطبقاً لمبدأ المرونة المنهجیة فقد استخدم الباحث فی الدراسة الراهنة أکثر من منهج حتى یتمکن من حقیق أهداف الدراسة ، لذا فقد استخدم الباحث المناهج التالیة :
1- منهج المسح الاجتماعی بالعینة
اعتمدت الدراسة علی منهج المسح الاجتماعی عن طریق العینة حیث تم اختیار عینة عشوائیة منتظمة من سجلات الناخبین فکانت طریقة اختیار المبحوثین 1: 50 ، حیث جاءت هذه العینة معبرة عن کافة الناخبین باللجان الانتخابیة بمجتمع الدراسة ، لأن الدراسة تسعی إلی وصف وتحلیل الظاهرة والمجتمع المدروس:
1- المنهج الوصفی
2- وقد استخدمت الدراسة الراهنة هذا المنهج لما یتیحه من إعطاء صورة شبه کاملة عن واقع الظاهرة محل الدراسة ، من خلال الاعتماد علی جمع الحقائق ووصفها وتحلیلها ، بهدف الوصول إلی وصف الظاهرة محل الدراسة وصفاً دقیقاً من واقع مجتمع الدراسة .
3- المنهج الأنثروبولوجی
وقد استعان الباحث بأدوات المنهج الأنثروبولوجی وهی الملاحظة والملاحظة بالمشارکة بالإضافة إلی بعض الأدوات الأخرى .
فالملاحظة بالمشارکة تتیح الفرصة لمشاهدة وتسجیل اکبر جانب من السلوک الذی یبدو مفیداً للباحث ، مع الإسهام أو المشارکة فی أکبر عدد من الأنشطة تتیحها الفرصة للباحث ([3]) .
مع العلم أن مجتمع الدراسة هو موطن إقامة الباحث ، مما یسهل عملیة الملاحظة بالمشارکة .
(2) الاستبیان
تم استخدام صحیفة الاستبیان للحصول علی أکبر کم من البیانات حول موضوع الدراسة ، التی تم استیفاؤها عن طریق المقابلة مع أفراد العینة ، وقد مرت الصحیفة بعدد من المراحل قبل أن تصل إلی شکلها النهائی
(3) المقابلة و دلیل المقابلة :
أولاً: المقابلة
استخدم الباحث أداة المقابلة المدعومة باستمارة الاستبیان ، وذلک لتعمیق الفهم لبعض الألفاظ العامة التی یجیب بها المبحوث ، ومعرفة مقصده الحقیقی منها .
ثانیاً: دلیل المقابلة
استخدم الباحث المقابلة الفردیة ، مصحوبة بدلیل المقابلة علی عشرین حالة تم تقسیمهم کالتالی
- خمسة مرشحین ممن ینتمون لقبائل و منهم من لا ینتمی لقبیلة .
- خمسة من کبار العائلات الذین لهم دور بارز فی العملیة الانتخابیة فی مجتمع الدراسة .
- خمسة من مندوبی المرشحین الذین لهم دور بارز فی الانتخابات .
- خمسة من سماسرة الانتخابات الکبار والمشهورون بمجتمع البحث بتسهیل الحشد عن طرق مشبوهة.
وقد استعان الباحث بعدد من الإخباریین ، فی معرفة الغالبیة العظمی من الناخبین " أفراد العینة "، مما یسهل الوصول إلیهم عن طریق أماکنهم و أسمائهم ، و قد أسند الباحث هذه المهمة لفئة معینة من الإخباریین و هم مندوبی الشیاخات و الذی یطلق علی الواحد منهم "شیخ الربع" وهذا الإخباری یتمیز بمعرفة ودرایة تامة بمقررات اللجان الانتخابیة و العائلات الممثلة لهذه اللجان ، و أیضاً اشتغالهم تحت إشراف وزارة الداخلیة
ومن ناحیة أخری استعان الباحث بشریحة أخری من الإخباریین وهم السادة أعضاء المجالس البرلمانیة السابقین ، و البعض ممن رشح نفسه ولم یَفُز فی السباق الانتخابی آنذاک فی مجتمع الدراسة.
سادساً : عینة الدراسة :
تم سحب عینة عشوائیة منتظمة قدرها (2%) من کل لجنة انتخابیة من ال(17) لجنة المتضمنة لقریة أولاد سالم ، ومن هنا فقد بلغ حجم العینة (601) مبحوثاً قد مثل الذکور (349) أی ما یعادل (58%) و بینما شکل عدد الإناث (242) مبحوثة أی ما یعادل (42%) من إجمالی حجم العینة.
سابعاً : مجالات الدراسة
أ-المجال الجغرافی
أجریت هذه الدراسة فی قریة أولاد سالم بفرعیها (سالم بحری –سالم قبلی) التی تتکون من مجلس قروی أولاد سالم .التابعة لمرکز دار السلام محافظة سوهاج
ب-المجال البشری
و یقصد به الفئات البشریة التی أجریت علیها الدراسة وهی عدد العینة (601) مبحوث من أبناء أولاد سالم الذین لهم حق الانتخاب ومقیدین بالکشوف الانتخابیة .
جـ-المجال الزمنی للدراسة
یتحدد هذا المجال وفقاً لما تقتضیه الدراسة وتستغرقه مراحل الدراسة ، وهی :
تم تطبیق استمارة الاستبیان فی الفترة من 9/3/2016م إلی 9/7/2016 م .
وتم تطبیق دلیل المقابلة فی الفترة من 12/7/ 2016م حتى 17/9/2016م .
أسباب اختیار مجتمع الدراسة "قریة أولاد سالم " :
إن مجتمع الدراسة هو بلد الباحث من حیث النشأة والإقامة ، وهذا یساعد الباحث علی ملاحظة ومعایشة الکثیر من الأعمال السیاسیة التی یمارسها أبناء المجتمع من خلال مظاهر الحیاة الیومیة، لتوافر ثقة المبحوثین ، ومد ید العون من خلال التعاون مع الباحث والعمل معه .
1- کبر حجم الدور الذی تلعبه التربیطات العائلیة و النظام القبلی فی التأثیر علی مجریات العملیة الانتخابیة و أنه العامل الحاسم فی نجاح مرشح ما فی الانتخابات .
2- إن مجتمع الدراسة هو من المجتمعات المتعصبة قبلیاً وبخاصة فی العملیة الانتخابیة ، فقبیلة أولاد سالم منذ القدم ولها تاریخ انتخابی کبیر فی مرکز دار السلام سواء من خلال الفوز بمقعد لها فی البرلمان أو الوقوف مع القبائل المجاورة فی الانتخابات ، إضافة إلی تکاتف أبناء القبیلة مع من یترشح منهم فی سبیل إنجاحه .
3- تعتبر فترة الانتخابات بمثابة أصعب الفترات التی تمر علی مجتمع الدراسة نتیجة ارتفاع وتیرة التعصب القبلی ، وحدوث مشاحنات وخصومات مع القبائل الأخرى المجاورة .
4- انتشار بعض السلوکیات السیئة فی الانتخابات نتیجة التعصب القبلی کالرشاوى الانتخابیة والعنف والتهدید ، والدعایة خارج اللجان واستخدام دور العبادة فی الدعایة الانتخابیة .
النسق السیاسی القبلی فی مجتمع الدراسة
یوجد تقسیم سیاسی بین القبائل بین القبائل الموجودة فی مرکز دار السلام یقوم على أساسه الوضع السیاسیفی الانتخابات، فعدد سکان القبائل203268 نسمة، بنسبة 49.86% من إجمالی سکان المرکز، وعدد الناخبین 102031 ناخب بنسبة 48.8% من إجمالی ناخبین الدائرة، ویتضح من ذلک أن العملیة الانتخابیة تقوم على النظام القبلی، والواضح من الجدول السابق أن قبیلة أولاد یحیى أکثر عدداً من ناحیة السکان یبلغ عدد سکان القرى التی یوجد بها هواره93259 نسمة بنسبة 23.58%من عدد سکان المرکز، وعدد الناخبین 44880 ناخب بنسبة 20.5% من إجمالی الناخبین فی الدائرة، وبذلک تعتبر قبیلة أولاد یحیى أکبر قبیلة فی الدائرة من ناحیة عدد السکان وعدد الناخبین، مما جعلها ذات ثقل سیاسی فی العملیة الانتخابیة واحتفظت بکرسی البرلمان لأربع دورات برلمانیة ممثلة فی شخص واحد من أبنائها (ع. ح. ب) حتى 2005م
تأتى فی المرتبة الثانیة قبیلة أولاد سالم بنسبة 14.14% من إجمالی سکان المرکز، وبنسبة 14.5% من إجمالی ناخبی الدائرة، هذا ما جعلها قبائل ذات ثقل سیاسی فی العملیة الانتخابیة وترتب على ذلک حصولها على مقعد فى البرلمان مرتین،وفى انتخابات 2016 کان لها ثلاثة مرشحین، ولم ینجح أحد منهم .
أما عن قبیلة أولاد سلیم (البلابیش) تأتى فی المرتبة الثالثة بنسبة 12.14%، من إجمالی سکان المرکز، وبنسبة 13.8% من إجمالی ناخبیه، وتعتبر من القبائل المنافسة بقوة فی الصراع الانتخابی ولکن لم یحالفها الحظ، وهذا لا یقلل من مکانتها فلدیها ما یعوضها عن ذلک تعتبر أکثر قبیلة بها هیئات قضائیة.
فالمرکز مقسم إلى خمس وحدات محلیة غیر مقسمة على نظام قبلی فمنها ثلاثة یوجد بها قبائل مثل: (أولاد یحیى، وأولاد سالم، وقریة السلام) وتضم قرى وعائلات لا تنتمی إلى القبیلة، التی توجد فی هذه الوحدات، ویظهر الشکل القبلیفی الانتخابات والمعارک بین قبیلة وأخرى فهذه القرى المکونة منها القبائل هی قرى رئیسیة تضم قرى فرعیة ، والقرى الفرعیة تضم عائلات منها المنتمى إلى قبیلة أو لا ینتمی وطالما یوجد عائلة قاطنة وسط قبیلة وغیر منتمیة لها فهیفی حمایتها إذا أعتدت علیها عائلة من قبیلة أخرى. ووحدة محلیة واحده لا یوجد بها قبیلة (الوحدة المحلیة لمدینة دار السلام) فکل القرى التابعة لها قائمة على نظام عائلی، وفى بعض العائلات التی یکون بینها وبین عائلة من قبیلة ما مصاهرة قد تقف جانبها فی العملیة الانتخابیة.
نتائج الدراسـة
أهم النتائج التی توصل إلیها :
1- أن غالبیة المبحوثین یؤکدون حدوث مشکلات وانتهاکات فی العملیة الانتخابیة بنسبة 73.4 % من عینة الدراسة .
2- أن غالبیة المبحوثین یرون أن التعصب والتنافس بین العائلات " التعصب القبلی " و قلة الوعی السیاسی هما أهم أسباب المشکلات والانتهاکات التی تحدث فی العملیة الانتخابیة.
3- اتفقت نتائج الدراسة ونتائج دلیل المقابلة فی أن غالبیة المبحوثین یرون أن الرشوة الانتخابیة و العنف والبلطجة هما أهم صور الجرائم الانتخابیة التی ترتکب فی الانتخابات .
4 - أن غالبیة المبحوثین یرون التعصب القبلی والأمیة وانخفاض الوعی السیاسی هما من أهم الأسباب المؤدیة إلی ارتکاب جرائم انتخابیة أثناء العملیة الانتخابیة .
ثانیاً: النتائج المتعلقة بالجرائم الانتخابیة التی تحدث فی مجتمع البحث
اتفقت نتائج الدراسة ونتائج دلیل المقابلة فی أن غالبیة المبحوثین یؤکدون أن أهم الأخطاء الموجودة بالجداول الانتخابیة هی بالترتیب کالتالی :
أ- وجود أسماء لأشخاص متوفین أو غائبین .
ب- وجود خطأ فی الاسم نفسه .
جـ - عدم تواجد الاسم أساساً .
د- تکرار الاسم فی أکثر من لجنة انتخابیة .
- أن غالبیة المبحوثین لا یشارکون فی الدعایة الانتخابیة لمرشحهم ، وذلک بسبب انخفاض تأثیر الدعایة الانتخابیة فی المجتمعات القبلیة ، بینما النسبة الأقل التی شارکت فی الدعایة الانتخابیة وکانت مشارکتها تتمثل فی :
أ- حضور ندوات ومؤتمرات .
ب- توزیع وتعلیق لافتات وملصقات انتخابیة له .
جـ - توزیع هدایاه علی أبناء الدائرة .
د- الدعایة بمکبرات الصوت علی سیارات .
- اتفقت نتائج الدراسة ونتائج دلیل المقابلة فی أن غالبیة المبحوثین یوضحون أن توزیع المواد التموینیة و الوعود بفرص العمل هما أهم ما یقدمه المرشح لأبناء دائرته فی مرحلة الدعایة الانتخابیة
- أن غالبیة المبحوثین یرون أن تقدیم رشاوى للناخبین و شائعات تمس سمعة وسلوک المرشح وعائلته، هما أهم أنواع الشائعات التی تنتشر ضد المرشحین .
ثالثاً: من حیث العلاقة بین الانتماء القبلی للمرشح وحدوث الجرائم الانتخابیة
تشیر مجمل النتائج السابقة إلی أن الانتماء القبلی للمرشح یزید من حدوث جرائم انتخابیة ، حیث یرتکب أناس من أبناء القبیلة انتهاکات و أفعال غیر قانونیة فی سبیل إنجاح مرشحهم ، کاستخدام المال السیاسی مع بعض الناخبین الفقراء ومع القرى التی لا یوجد بها مرشح منها والتی لا تخضع لانتماء القبیلة ، ثم قیام أبناء من القبیلة بالتجمهر أمام اللجان الذی ینتج عنه العنف والبلطجة و التهدید للناخبین ، إضافة إلی الدعایة الانتخابیة فی فترة الصمت الانتخابی و التی تسبق یوم التصویت، وبالنسبة لخروج المرأة للتصویت.
رابعاً : النتائج المتعلقة بالمراحل الانتخابیة التی تحدث فیها جرائم الانتخابیة
أن العصبیة القبلیة تؤثر سلباً علی مراحل العملیة الانتخابیة بصفة عامة ومرحلتی التصویت والدعایة الانتخابیة بصفة خاصة فی ارتکاب جرائم انتخابیة تحت تأثیر هذه العصبیة ، إضافة إلی اقتناع الأشخاص مرتکبی هذه الأفعال بأنها علی الأقل سلبیة حتى و إن جهلوا بعقوباتها ، فمرحلة التصویت هی أکثر المراحل الانتخابیة التی تحدث فیها جرائم انتخابیة ومشکلات ، حیث استخدام الرشاوى والتهدید والعنف والبلطجة ، والتجمهر أمام اللجان .
یلیها مباشرة مرحلة الدعایة الانتخابیة فی حدوث جرائم انتخابیة وانتهاکات ، مثل تجاوز سقف الإنفاق علی الدعایة الانتخابیة الذی تحدده اللجنة العلیا للانتخابات ، حیث یلجأ بعض المرشحین الأثریاءإلی استخدام المال السیاسی فی الدعایة الانتخابیة فی صور کثیرة کما ذکرنا من قبل ، ونشر الشائعات والأکاذیب عن بعض المرشحین ، واستخدام دور العبادة فی الدعایة الانتخابیة ، و تعلیق لافتاتهم علی مبانی ومنشآت حکومیة ، وتقطیع لافتات المرشحین المنافسین أو الاعتداء علیها .
خامساً : نتائج متعلقة بمدی تأثیر العصبیة القبلیة علی العملیة الانتخابیة
وتشیر مجمل النتائج السابقة إلی أن العصبیة القبلیة تؤثر سلباً علی العملیة الانتخابیة ، و ینتج عن هذا التأثیر السلبی علی العملیة الانتخابیة أفعال غیر قانونیة ، ونتائج سلبیة ، ومن ضمن هذه الأفعال والنتائج ما یلی ( انتشار الرشاوى الانتخابیة بشکل کبیر فی العملیة الانتخابیة فی الوقت الذی لا تخضع فیه الانتخابات لرقابة جادة ، فوز مرشحین غیر أکفاء بحکم انتمائهم لقبیلة معینة أو عائلة معینة ، وغیر معبرین عن مطالب الناخبین مما یثیر السخط والحقد فی المجتمع القبلی من قبل العائلات الأخرى، زیادة أعمال العنف والبلطجة فی الانتخابات مما یؤدی إلی عزوف الکثیر من الناخبین عن المشارکة فی الانتخابات ، تخاصم العائلات لسنوات نتیجة فوز مرشح عائلة أو قبیلة وخسران مرشح عائلة أو قبیلة أخری ، وجود شخصیات بارزة فی القبیلة تستخدم نفوذه لخدمة مرشح القبیلة أو العائلة ) .
بالأضافه إلی أنه علی الرغم من وضح العلاقة بین العصبیة القبلیة والعملیة الانتخابیة ، حیث أن الغالبیة من أفراد العینة تحرکهم العصبیة القبلیة تجاه العملیة الانتخابیة ، إلا أن لدیهم قناعة أن العصبیة القبلیة تؤثر سلباً علی العملیة الانتخابیة بصفة عامة ، وهذا التأثیر یفرغ العملیة الانتخابیة من مضمونها الاجتماعی والسیاسی ، وتحولها إلی مجرد معرکة تحاول کل عائلة أو قبیلة أن تثبت أنها الأقوى وأن لها السیادة دون النظر إلی شخصیة المرشح وخلفیته الثقافیة أو الأخلاقیة ، ولکن فقط لوجود إجماع علیه من قبل کبار العائلة و اختزال العملیة السیاسیة التی تمثل فی جوهرها أسمی صور المشارکة السیاسیة الإیجابیة ، و أحد أهم أشکال الدیمقراطیة البناءة ، إلی مجرد فوز عائلة أو قبیلة بأی طریقة ، حتى وإن کان ذلک یجدد المشکلات والنزاعات و الصراعات التی تعود بالضرر علی المجتمع کافة .
[1]) صالح حسین علی العبد الله : الحق فی الانتخاب ، دراسة مقارنة ، الإسکندریة ، الأزاریطة : المکتب الجامعی الحدیث ، ط1، 2013، ص 7.
[2]) دنیا راشد وأمانی الطرابیشی :إدارة الحملة الانتخابیة، فی علی الدین هلال و أسامة الغزالی حرب " مشرفین " انتخابات مجلس الشعب 1990م، دراسة وتحلیل ، القاهرة : مرکز الدراسات السیاسیة والإستراتیجیة بالأهرام ، 1991م، ص123.
[3]) رالف ل. بیلز هاری هویجز : مقدمة فی الأنثروبولوجیا العامة ، ترجمة محمد الجوهری و السید الحسینی، الجزء الأول ، القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة و النشر ، 1977م، ص ص 197-198.
References
[1]) صالح حسین علی العبد الله : الحق فی الانتخاب ، دراسة مقارنة ، الإسکندریة ، الأزاریطة : المکتب الجامعی الحدیث ، ط1، 2013، ص 7.
2) دنیا راشد وأمانی الطرابیشی :إدارة الحملة الانتخابیة، فی علی الدین هلال و أسامة الغزالی حرب " مشرفین " انتخابات مجلس الشعب 1990م، دراسة وتحلیل ، القاهرة : مرکز الدراسات السیاسیة والإستراتیجیة بالأهرام ، 1991م،
[1]) رالف ل. بیلز هاری هویجز : مقدمة فی الأنثروبولوجیا العامة ، ترجمة محمد الجوهری و السید الحسینی، الجزء الأول ، القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة و النشر ، 1977م، ص ص 197-198.